اراء و أفكـار

اسرائيل تهرب الى الأمام بمهاجمة البابا واوباما

جهاد الخازن
هناك مثـَل شعبي في بلدان عرب الشمال هو: عندما يفلس التاجر يفتش في دفاتره العتيقة. اسرائيل مفلسة أخلاقياً، وأنصارها من ليكود اميركا فتشوا ولم يجدوا سوى أن يهاجموا البابا والرئيس الاميركي دفاعاً عنها.
البابا فرنسيس قال في مقابلة صحافية: فكرة أن الغزو (والإنتصار) موجود في الإسلام صحيحة. إلا أن من الممكن أيضاً أن نفسر إنجيل متّى حيث يرسل المسيح تلاميذه الى كل الأمم بأنه الفكرة نفسها من الغزو.
منذ نشر كلام البابا وهو يتعرض لحملات أنصار اسرائيل وتهم مستحيلة من نوع أنه يهاجم المسيحية أو يتهمها بالعدوان. بعض كلامه في المقابلة لا يحتمل التأويل ومع ذلك فأعوان الإرهاب الاسرائيلي يرفضونه، كما في قوله: هناك جذور مسيحية في اوروبا ويجب أن تسقى. لكن هذا يجب أن تكون روحه خدمة الناس مثل غسل الأقدام. واجب المسيحية في اوروبا هو الخدمة…
البابا كان يتحدث عن غسل المسيح أقدام تلاميذه، وهذا ثابت بقدر ما أن تاريخ اسرائيل مزوَّر. وأزيد أن المسيحية والإسلام دينا سلام واليهودية دين قتل. والأرجح أن أنصار اسرائيل سيواصلون انتقاد البابا خصوصاً بعد لقائه الأخير مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، ودعوتهما المشتركة لحماية السلام في العالم.
باراك اوباما يتعرض لحملات يومية من أنصار اسرائيل، وكرهه بنيامين نتانياهو مسجل ومعروف. آخر ما قرأت من حملات هو أن مستشاره في السياسة الخارجية بن رودس لا يملك مؤهلات للمنصب، ويضعف من عمل وزير الخارجية جون كيري ومسؤولة الأمن القومي سوزان رايس. كيف هذا أو لماذا هذا؟
قرأت مقالاً يهاجم رودس لأنه “تلاعب بالحقائق” حتى “يبيع” الصفقة النووية مع ايران للناس. الحقائق التي لا تقبل أي إنكار هو أن اسرائيل دولة محتلة موجودة في أرض فلسطين، وأنها تملك ترسانة نووية مؤكدة، في حين لا تملك ايران مثل هذه الترسانة. أؤيد كل الدول العربية وايران في امتلاك سلاح نووي لمواجهة اسرائيل.
الفلسطينيون افتتحوا متحفاً لبلادهم في ذكرى النكبة، إلا أن المتحف خالٍ من معروضات لأن اسرائيل تمنع وصولها الى المتحف. الناس مثلي لا يحتاجون الى متحف عن فلسطين فهي بلد تاريخي احتله اليهود الخزر بمساعدة الغرب، ولا آثار يهودية في أي مكان من فلسطين، بما في ذلك الحرم الشريف، لا آثار إطلاقاً، وإنما كذب صفيق. هم أيضاً يهاجمون “صوت يهودي من أجل السلام” ويقولون إن اليهود من أعضائه ليسوا يهوداً. هم يهود وعصابة اسرائيل من أصول إرهابية في جبال القوقاز.
الآن يزعم الاسرائيليون أن عندهم تكنولوجيا جديدة لمقاومة أنفاق حماس من غزة الى فلسطين المحتلة. هم يتهمون حماس بالإرهاب، وأنا لا أؤيد حماس إلا أنني أعتبرها حركة تحرر وطني ضد الإرهاب الاسرائيلي.
لست وحدي ضد اسرائيل فبين آخر ما عندي من معلومات عن دولة الجريمة أن طلاب جامعة شيكاغو رفضوا اقتراحاً بالابتعاد عن الاستثمار في صنع السلاح في الصين وطالبوا بمقاطعة البضائع اليهودية (الاسرائيلية كانت أفضل) والخدمات. أعرق الجامعات الاميركية هارفارد تعرضت أيضاً لهجوم بسبب اتخاذها إجراءات لمكافحة التحرش الجنسي. ربما كان بين الأسباب أن طلاباً في هارفارد يروجون لحملة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها ومعاقبتها. وتعرضت جمعية الطلاب المسلمين في جامعة الأطلسي في فلوريدا الى حملة شرسة من موقع ليكودي لأنها قررت تنظيم مؤتمر عن “الاسلاموفوبيا”. التخويف من الإسلام موجود، وأفضل منه أن يكون هناك تخويف من اسرائيل دولة الجريمة.
أستطيع أن أكتب مثل هذا الموضوع عن اسرائيل وأنصارها كل يوم، لكن أختتم بحملة على برنامج ايران لانتاج صواريخ متطورة مع تذكير القراء بأن ايران تريد مسح اسرائيل من الخريطة. لا أريد أن يُقتـَل أحد، ولكن أريد أن يرحلوا عن فلسطين.

نقلا عن الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً