اراء و أفكـار

مصر المستهدفة

يمثل حادث سقوط طائرة الركاب المصرية في البحر المتوسط، حلقة جديدة من حلقات الإرهاب التي تستهدف مصر، استكمالاً لما يجري في سيناء، إذ لا يمكن فصل ما يجري على الأرض المصرية عما جرى أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي فوق سيناء عندما تم تفجير طائرة الركاب الروسية التي كانت تحمل 224 سائحاً في طريقهم من شرم الشيخ إلى بلادهم، وما جرى بالأمس لطائرة الركاب التي كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة وعلى متنها 66 راكباً.
هي حلقات متصلة من الإرهاب جواً وبراً لاستهداف مصر بشراً واقتصاداً وسياحة وإضعاف مناعتها وقدرتها وتشويه سمعتها.
لكن حادث سقوط الطائرة في المتوسط، كما حادث سقوط طائرة الركاب الروسية من قبل يكشفان عن وجود فجوة أمنية مكنت الإرهاب من استغلالها، هذه الفجوة تتمثل في الإجراءات الاحترازية الأمنية الواجبة في المطارات تجاه الأشخاص أو الأمتعة، وكذلك وجود خلل في التنسيق الأمني المفترض بين مختلف الدول للحد من قدرة الإرهاب على اختراق أية إجراءات والتسلل منها لتنفيذ جرائمه.
وفي حالة طائرة ركاب أمس الأول، فإن المسؤولية الأمنية تقع على عاتق فرنسا، لأن الطائرة أقلعت من مطار شارل ديغول في باريس وهو واحد من المطارات العالمية الذي يفترض أن تكون إجراءاته الأمنية في أعلى مستوى، وقدرته على مواجهة المحاولات الإرهابية متميزة بقدرات بشرية وتقنية عالية..لكن من الواضح أنه ليس في مقدور أية دولة في العالم مهما امتلكت من قدرات وإمكانات مادية وبشرية إحكام سيطرتها الأمنية الكاملة وضبط ومراقبة الشبكات التخريبية، لأن منظمات الإرهاب بدورها تتابع الإجراءات التي تستهدفها، ولديها أيضاً قدرات تقنية وبشرية تمكنها من اختراق أمن الدول ومرافقها الأساسية. إذ تكشف المعلومات المتوفرة على الساحتين العراقية والسورية، أن المنظمات الإرهابية، وخصوصاً «داعش» لديها جيش من المحترفين الذين يعملون في مجال الاتصال والمعلومات المتطورة، ومراكز للقيادة والسيطرة. إضافة إلى شبكات إرهابية عنقودية منتشرة في معظم دول العالم تمتلك إمكانات للتحرك في أوقات محددة وضد أهداف منتقاة، ولا يستبعد أن تكون هناك أجهزة مخابرات متمرسة توفر الدعم والمساندة لهذه الجماعات الإرهابية.
أجل مصر مستهدفة، كما الدول العربية الأخرى بهدف إضعافها وضرب مكامن القوة فيها وخصوصاً جيوشها واقتصادها.
الحقيقة أنه ما دام هناك إرهاب هناك خطر متعدد الأشكال أينما كان، على الأرض وفي الجو والبحر. إرهاب يستهدف كل أشكال الحياة ومظاهر الحضارة.. لكن المطلوب المزيد من التنسيق والشفافية والصدق والتخلي عن الازدواجية في المواجهة المفتوحة مع الإرهاب.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً