اراء و أفكـار

ملحمية المعركة الايرانية في الشام

داود البصري

مع الاصرار الايراني الوقح على استمرار التدخل العسكري الفظ والمباشر في قمع الثورة السورية ، وفي مساندة نظام الارهاب و الجريمة السوري ، تتعمق جريمة النظام الايراني الارهابي ضد شعوب المنطقة، كما تتجذر وتترسخ أكثر حقائق مريعة عن سيناريوهات التخريب الايراني الممنهج والمستمر منذ عقود طويلة ، ولعل أهم وضع يعيشه النظام الايراني حاليا يتمثل في تصاعد خسائره البشرية بدرجات مرعبة استدعت ظهور احتجاجات شعبية متزايدة ومحتجة على ما يدور من مجازر ضد الشباب الايراني الذي يرسله قادة النظام لمحارق الموت السورية، وقد وصلت الاحتجاجات لدرجة أن مدينة ( مازندران) في الشمال الايراني قد طلب وجهاؤها وممثلوها الكف عن ارسال شبابها للقتال في سورية بعد ما تكبدته عوائلها من لوعات بسبب الخسائر في معركة ريف حلب الجنوبي ( خان طومان ) والتي أضحت فعلا ( فتح الفتوح ) و نقطة تحول كبرى في نطاق المعارك السورية . ولعل أهم تحد يواجه النظام الايراني، وهو يوغل في جريمته الارهابية في الشام مواجهة غضب الجماهير و الشعب الايراني التي أضيفت لمصائبه و مصاعبه الحياتية مصيبة قتل شبابه في معركة استنزافية نتيجتها النهائية معروفة سلفا و محسومة بحكم طبائع الأوضاع وحتمية التاريخ، وهي الهزيمة الكاملة والمذلة، وتحطيم كل ركائز وأسس الوجود العسكري الارهابي الايراني في الشرق القديم، لقد تكبد النظام خسائر موجعة ومباشرة ويلاحظ من بين الخسائر رجال دين يعتمرون العمائم ويعملون ضمن صفوف قوات التعبئة ( الباسيج ) و ينظرون للجماعات والعصابات الطائفية المؤتلفة مع حشود الحشد الثوري من عصابات لبنان والعراق و أفغانستان ، كان من بينهم المعمم (مجيد سلمانيان ) الذي قتل في معركة ( خان طومان )، وتبدو أهداف النظام الايراني واضحة وجلية في استصحاب رجال الدين لمرافقة الحملات والمشاركة في القتال عبر معرفة حقيقة أن النظام يعطي للمعركة في حلب أبعادا أيديولوجية و مذهبية مفرطة في الغلو والمبالغة ويعتبر الانتصار النهائي في معركة حلب ضرورة دينية وليست عسكرية فقط، ومن هذا المنطلق المنطلق الملحمي الذي يعتمد على الخرافة ويستثمرها في ادارة المعركة يبدو افلاس النظام الايراني واضحا ، وهزيمته النهائية في الشام ليست سوى مسألة وقت، وهي كما أسلفت و أكدت أكثر من مرة ستكون هزيمة ستراتيجية واسعة الأبعاد وستنهي أربعة عقود كاملة من الاستثمار السياسي و الاقتصادي الايراني في العمق السوري ، وستترك مؤثراتها التدميرية على بنية النظام الايراني و هيكليته الداخلية في العمق الايراني، وستتحول المواجهة الحكومية مع الشارع الايراني لحقيقة ميدانية متجسدة ، الهزيمة الايرانية الحتمية في معركة حلب ستدمر كل الأسس المنهجية للعقلية الخرافية السلطوية ، وستنهار قلاع الكذب و الدجل ، وسيظل الايرانيون يرسلون شبابهم لمحارق الموت و الفناء تحت ظلال الروايات الخرافية وفي ظل اصرار وعزيمة لا تعرف الكلل من أحرار سورية بانهاء الوجود الاحتلالي الايراني للشام ومطاردة أتباعه من العملاء و القتلة وطردهم نهائيا من أرض الشام الحرة الطاهرة. الهزيمة الايرانية في ريف حلب الجنوبي لن تكون الأخيرة حتما، بل أنها المقدمة الموضوعية لانهيار عسكري شامل سيصيب المؤسسة العسكرية الارهابية الايرانية في مقتل ، لكونهم يعتبرون سورية خط الدفاع الأول عن الحصون في طهران، وهو خط قد تهاوى وما على النظام الايراني في قوادم الأيام سوى عد واحصاء الجثث الواردة من هناك وتوزيعها على أهاليها ، فالحرب ضد الشعب السوري الحر ليست نزهة أبدا، وأبطال صناديد تمكنوا من تدمير الآلة العسكرية لقادة ما يسمى بالصمود والتصدي و التوازن الستراتيجي ، وقاوموا الهمجية العدوانية الروسية، لن تعجزهم أو تقف في طريقهم الجحافل الايرانية البائسة المعتمدة على الخرافة و الدجل و الرؤى الميتافيزيقية ، قوة الثوار السوريين لا تكمن في سلاحهم الضعيف الذي لا يقارن أبدا بالترسانة الروسية أو الايرانية ، ولكنه في الايمان المطلق بعدالة القضية ، وبحتمية انهيار الطغاة وحماتهم من الدجالين والقتلة و أعداء الشعوب الحرة. لا مكان للخرافة الايرانية في أرض الشام العربية الاسلامية الحرة.

نقلا عن السياسة الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً