الرياضة

انتفاضة يوفنتوس تصنع الملحمة.. وهيجواين يحقق المعجزة

يوفنتوس

نجح يوفنتوس في استحضار شخصية البطل للاستفاقة من كبوته في بداية الموسم ليتوج في النهاية بلقب الدوري الإيطالي بعدما تلقى كمية من “الضربات” كانت كافية بإسقاطه.

كانت بداية الموسم كارثية بالنسبة لليوفي حيث حصد نقطة واحدة من أول ثلاث مواجهات، وبحلول الجولة العاشرة كان في جعبته 12 نقطة فقط ، بل وأنه كان بعيدا عن المتصدر إنتر ميلان بـ12 نقطة كاملة.

تحمل المدرب ماسيمليانو أليجري ومعه فريقه الضربات التي تلقوها معا ضربة تلو الأخرى، ثم جاءت الانتفاضة، حيث راح يفوز على منافسيه واحدا تلو الآخر بسلسلة انتصارات متتالية بلغت 15 انتصارا بـ45 نقطة لم يوقفها سوى التعادل مع بولونيا، ولكن فريق “السيدة العجوز” كان تربع بالفعل على صدارة الـ”سيري آ”.

توج يوفنتوس في الجولة الـ35 من المسابقة باللقب بعدما تعثر نابولي وخسر من روما بهدف نظيف على ملعب الأوليمبيكو، لتصبح هذه هي خامس مرة على التوالي يتمكن فيها من تحقيق هذا الأمر، ولكن هذه المرة جاءت لذة الانتصار بصورة ملحمية.

ويحسب لأليجري بخلاف قدرته على “قلب الطاولة” تمكنه من إدارة فريقه بالصورة المثلى عقب رحيل كل من أندريا بيرلو وكارلوس تيفيز وأرتورو فيدال، وتفجير طاقات المواهب المتمثلة لديه مثل باولو ديبالا وبول بوجبا وألبارو موراتا.

كان من الممكن أن يزداد موسم يوفنتوس جمالا بعد مباراته الملحمية في إياب ربع نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ الألماني على ملعب أليانز أرينا حيث ظل متقدما بهدفين دون رد حتى (ق73)، ولكنه خسر في النهاية بالوقت الاضافي بأربعة أهداف لاثنين، بعد تغيير أليجري الخاطىء باخراج موراتا. “يقولون إن غلطة الشاطر بألف” وأليجري بات يعرف هذا جيدا.

ويعد موسم يوفنتوس ناجحا بكل المقاييس، حتى ولو خسر نهائي كأس إيطاليا حيث سيواجه إيه سي ميلان في 21 من الشهر الجاري على ملعب الأوليمبيكو، وهو الأمر الذي دفع الادارة للتجديد لأليجري.

من ناحيته، قدم نابولي موسمًا رائعًا حيث تمكن من انهاء الدوري بالمركز الثاني بعدما تصدر المسابقة في بعض الفترات وكونه منافسا شرسا خلالها على الرغم من أن الجميع لم يتوقع النجاح لمدربه ماوريسيو ساري الذي جاء خلفا للإسباني رفائيل بنيتيز.

وساهم ساري في تقديم روح جديدة لنابولي بأداء اعتمد على الجانب الهجومي بشكل كبير وساعده كثيرا في تحقيق هذه النتائج الطيبة المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجواين صاحب 36 هدفا هذا الموسم في الـ”سيري آ”.

 

وكسر هيجواين رقمًا قياسيًا ظل صامدا طيلة 66 عامًا لأكثر عدد من الأهداف يسجله لاعب واحد في الدوري الإيطالي، كان يحمله السويدي جونار نوردال مع الميلان (35 هدفا).

صحيح أن نابولي كان أنهى الدور الأول في المسابقة كـ”بطل الشتاء”، ولكنه اختتم المسابقة وصيفا ليوفنتوس ليعود مجددا للمشاركة في دوري الأبطال بعد حصوله على بطاقة التأهل مباشرة لمرحلة المجموعات بعد صراع مع روما على المركز الثاني ليحصل على نهاية “مشرقة”.

وبالانتقال إلى العاصمة، فإن الأوضاع في روما كانت متقلبة، كالعادة بدأ رودي جارسيا الموسم بشكل جيد ولكن ما لبثت الأمور أن تدهورت ليحتل “الذئاب” المركز الخامس برصيد 34 نقطة بفارق سبع نقاط وراء نابولي، لتقرر ادارة النادي إقالة المدرب.

وقع الاختيار بعدها على لوشيانو سباليتي الذي قاد الفريق نحو المنافسة على المركز الثاني ولكنه أنهى الموسم ثالثا، ولكن مع وجود نقلة نوعية في الأداء والنتائج، حيث عادت الشخصية والمتعة، وهما العنصران اللذان كان يفتقدهما الفريق.

وشهد الموسم تألق المصري محمد صلاح حيث سجّل للفريق العاصمي 14 هدفا في الدوري المحلي، هذا بخلاف ابرام روما لصفقة ضم ستيفان شعراوي الذي أضاف الكثير من الحلول للـ”ذئاب” على صعيد المراوغة والاخلال بدفاعات الخصوم بجانب التهديف.

 

وبات جليا هذا الموسم ضرورة أن يقرر روما بيع البوسني ادين دجيكو واستقدام رأس حربة حقيقي لتلبية متطلبات الفريق، فيما أن الأسطورة فرانشيسكو توتي مع نهاية 2015-2016 وعلى الرغم من الأهداف التي سجلها في الجولات الأخيرة، يبدو أقرب من أي وقت مضى من الاعتزال، خاصة عقب الخلافات التي جمعته بسباليتي.

في ميلان، الأمور كانت سيئة للغاية: بدون ألقاب. بدون أداء، وهذا الأمر ينطبق على قطبي المدينة، حيث إن إنتر الذي كان في فترة من الفترات متصدرا للبطولة تحت قيادة روبرتو مانشيني أنهاها في المركز الرابع.

الحقيقة إن إنتر لم يكن يقدم كرة ممتعة في الفترة التي كان فيها يعتلي قمة الجدول وكان يحقق انتصارات غير مقنعة عبر الخشونة، بل ان لاعبيه يعرفون هذا الأمر لدرجة أن البرازيلي فيليبي ميلو اعترف به، وإن كان بشكل مبالغ حينما قال “نحن لسنا برشلونة. من لا يحب الالتحامات فليذهب لمشاهدة التنس”.

 

ومن ضمن أول أربعة فريق في الدوري الإيطالي يعد إنتر أكثرهم خسارة حيث انهزم في 11 مباراة مقابل خمس ليوفنتوس وست لنابولي وأربع هزائم لروما، بل وأنه أقلهم تهديفا بـ50 هدفا فقط، ولكنه على الأقل ضمن التأهل لبطولة دوري أوروبا.

بالنسبة لكبير المدينة الآخر، إيه سي ميلان فإن الأمور تبدو أكثر سوداوية، الفريق لا يزال بلا مذاق تحت القيادة السيئة لسيلفيو برلسكوني الذي لم يوفر للفريق قبل الموسم الصفقات التي يحتاجها ومارس هواية الاقالة المفضلة لديه ليرحل المدرب الصربي سينيسا ميهايلوفيتش ويأتي بكريستيان بروكي في 13 أبريل/نيسان، بالمنعطف الأخير من الموسم.

واصل ميلان في 2015-2016 تخبط السنوات السابقة وأنهى الدوري في المركز السابع، ولكنه وصل لنهائي الكأس لملاقاة يوفنتوس حيث تعد هذه المباراة بمثابة فرصته الوحيدة للمشاركة في دوري أوروبا الموسم المقبل، لأنه اذا ما خسر فإن ساسولو صاحب المركز السادس في الدوري سيكون هو من سيتأهل للمسابقة الأوروبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً