ثقافة وفن

هل انسلخ عساف عن الاتجاه الوطني الفلسطيني؟

محمد عساف

 

بتاريخ 15/5/1948 وقعت كارثة النكبة، و هجر سكان فلسطين، في شتى بقاع الأرض فمنهم من عاش في المخيمات ومنهم من شق طريقه إلى هجرة أخرى، في ظروف لا يدركها إلا من كان ابنا للجوء.

الأجيال الشابة المغتربة في قطر، أضاءوا شموع النكبة على طريقتهم، وهذا نهج المغتربين عموما في إحياء المناسبات الفلسطينية، ووجب علينا احترامه، ليكون ضيفها الفنان محمد عساف اللاجئ ، المتعثر ، جريح الانتفاضة ، الذي اسكن صوته في الأشعار الوطنية ، فغنى اللجوء والشهداء والمقاومة وأبو عمار وغزة والأسرى ، ثم جاء قدر الله ان يفتح له باب النجومية، فكتم جراح بطنه من رصاص الاحتلال التي اخرجت احشائه و كادت أن تنهي حياته، ورفع صوت فلسطين فنيا مع زملائه السويطي وعمار وهيثم ومنال وسناء موسى وميس شلش والعاشقين والطرب الشعبي والعذر ان غفلنا احدهم من الأجيال الشابة ، ورغم عقوده ونجوميته، ونصيحة البعض بعدم الغناء الوطني، إلا انه أكمل مسيرته في أعماله الوطنية، ومنعه المحتل من دخول غزة ” الفنان اللي بحيي فعاليات على حساب حرية تنقله ، فهو حامل رسالة يجب احترامه “.

ولكن لماذا يصر البعض على الهجوم على عساف لغرض الهجوم بعيدا عن الانتقاد المنطقي ويلقون على اكتاف الشاب الطموح مسؤوليات لم تطرح على الجهات الصحيحة وأصحاب الاختصاص ؟؟ وهل يتحمل عساف مسؤولية ترتيب الاحتفالات للنكبة ؟؟؟ وهل عساف يتصرف بغرابة وانسلاخ عن الاتجاه الشعبي ؟؟؟ وهل يعيش عساف حياة لا تليق بشعب محتل ؟؟؟ وهل كان هناك جيوش تنتظر إشارته ر ولكنه بخل على الوطن بالتحرير ؟؟ وهل عساف يعارض الظهور في المناسبات الخيرية كزملائه في الوسط الفني من النجوم العرب المتعاقدين مع الشركات ؟؟ وهل يتحمل عساف مسؤولية بعض تصرفات من اخذ معه صورة تذكارية أو بادله السلام ، أو … أو ؟؟ وما هو المطلوب من الفنان ؟!

فعاليات النكبة نظمها خارجيا شبان فلسطينيون، لم تتح له الفرصة لزيارة فلسطين، ولو لمرة واحدة، ويظهر عساف فيها ضيفا يغني الأغاني الوطنية ووجب تقديره واحترام تشبث هؤلاء الشبان الشبان بهويتهم بصرف النظر عن شكل الفعالية .

عساف لم يصرح مطلقا بأنه سياسي ، ويكرر أقواله في كل المقابلات بأنه فنان فلسطيني ينقل معاناة فلسطين عبر صوته ، فلما يصر البعض إلى استخدام اسمه في مربعات عشوائية لرفع نسبة المشاهدات ، ولما لا نضعه في خانة انه استثمار فلسطيني يجوب العالم بصوته يتعرف من خلاله الجماهير على أغاني التراث الفلسطيني في المهرجانات الدولية ، ولماذا نحمل شابا بعمر 26 أخطاء غيره ، وثغرات مؤسسات بأكملها لاناقة له ولا بعير فيها .

عساف لم ينسلخ عن الاتجاه الشعبي في إحياء المناسبات الوطنية ، وفي بعض الأحيان كان سلوكه أكثر يمينية من الكثير من الفعاليات الشعبية والسياسية ، فالاتجاه الشعبي أو ألفصائلي أو الوطني يرثي الشهداء بالاحتفاليات ، وهذا ليس بخطأ ، إن كان يهدف لإحياء ذكرى مناسبات في عقول الأجيال ، بما يتناسب مع سرعه العصر ، فمن كان يتوقع أن ثورات الشعوب بدأت عبر الفيس بوك الذي لطالما اعتبره البعض بالشئ السخيف .

عساف لم ينسلخ أيضا عن يوميات الشباب الفلسطيني ، فالشباب الفلسطيني وان كان يعاني الاحتلال في حياته ،ولكنه أيضا يستمع إلى الأغاني ويذهب إلى المقاهي ويشاهد التلفاز والأفلام والمسرحيات ت وينتج أفلام اعلاميه ويشارك في في فعاليات دولية مهنية ، وكل يقاوم بطريقته ، والشاب اليافع أيضا يتصرف مثلهم ،في أي خطوة يخطيها في حياته الخاصة .مقربين منه اسروا لنا بان عساف يعيش حياة اقرب ما تكون إلى المغلقة فهو يتجنب الكثير من التصرفات الشبابية التي يجدها البعض بالعادية أو الروتينية .

عساف تواجد ا في معظم المناسبات الخيرية ، سواء كانت الانروا أو غيرها من الجمعيات حيث أحيا العام الماضي حوالي 25 حفلاخيرية في مختلف البلدان العربية والذي يعرض عنه الكثير من نجوم الوطن العربي ، بسبب متطلبات الحفلات الخيرية من حيث طبيعة الأغاني والفقرات ، الذي لا يعترض طريق عساف بسبب رصيده الضخم من الأغاني الوطنية ، حتى لا نضيع ونضيع الجمهور المطلوب من الفنان هو عمله الفني ، وان كان هناك حدث وطني ان يحييه وهذا واجب عليه ان سمح له الوقت والمكان.

ويبقى السؤال ما هو المطلوب من شاب في منتصف العشرينات ، ذنبه انه شق طريق الشهرة مبكرا ، هل المطلوب منه القضاء على البطالة ؟ التوقف عن الغناء ؟ الاعتكاف والاعتذار عن إحياء الحفلات التي تملا فلسطين في كل يوم سواء كان هو ضيفها أو لم يكن ؟ وهل فك حصار غزة مربوط بقرارات من شخصه ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً