اراء و أفكـار

التعاون العربي مع المقاومة الوطنية الإيرانية..ضرورة حتمية؟

داود البصري

تطورات الاوضاع في الشرق القديم, وانغماس النظام الايراني العدواني في الحرب السورية الذي وصل لحدود خرافية من التمدد والتوسع لم يشهده تاريخ الشرق المعاصر, يحتم على صانعي القرارات الستراتيجية في العالم العربي رسم سيناريوهات واتخاذ اجراءات, وممارسة خطوات ميدانية شاملة من شانها مجابهة الموقف المتطور, وافشال المخطط والمنهج العدواني الوقح لنظام الملالي المعتدي الذي تجاوز بكثير حتى السياسة العدوانية الاسرائيلية, بعد ان جعل من جيوشه وعصاباته الطائفية ادوات عدوانية لغزو الشرق العربي, وتفعيل مخطط اسقاط الانظمة ودعم الاخرى كما هو حاصل مع النظام السوري. رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني لم يخف تطلعات نظامه العدوانية وهو يعتبر مؤسسة الحرس الثوري الارهابية مؤسسة جهادية عابرة للحدود! اي انها اداة مقاتلة بخدمة نظام الملالي وهي تتحرك وفقا لآليات تآمر ستتطور لاحقا لتغزو دولا عربية خليجية وفق مخطط مرسوم ومعد بدقة بالتعاون مع الخلايا السرية والارهابية التابعة للنظام الايراني في العالم العربي والتي تم الكشف عن بعضا منها, فيما تتهيا وتستعد خلايا اخرى لتنفيذ المطلوب في (اليوم الموعود) او ساعة الصفر الايرانية, لقد بينت الهجمة العدوانية الايرانية على الشعب السوري من خلال تدفق الجيوش الارهابية لاجهاض الثورة السورية وانقاذ النظام السوري المجرم الفاقد للشرعية من مصيره المحتوم حجم الدور الستراتيجي والفاعل الذي تلعبه قوى المعارضة الوطنية الايرانية, وعلى راسها جماعة (مجاهدي الشعب الايراني) او مجاهدي خلق في فضح مخططات وخبث قوى الارهاب السلطوية الايرانية, كما نشر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس معلومات في غاية الاهمية من الداخل الايراني تحدد بالاسماء والوقائع والمعلومات الكاملة كل اسرار ومغاليق وملفات التدخل والغزو العسكري الفاشي لنظام الملالي لسورية, ونشرت على الملا بيانات تفصيلية بحجم القوات الايرانية وخسائرها ومخططاتها واساليبها وطبيعة تفكير قادتها, وهي معلومات تؤكد عمق تغلغل المعارضة في الجسم الداخلي والقيادي للنظام ودورها الفاعل في فضحه وافشال مخططاته تمهيدا لاقصائه وترحيله لمزبلة التاريخ. والعالم العربي الذي يخوض اليوم معركة الوجود والبقاء مع النظام الايراني وضباعه وخلاياه وعصاباته الطائفية التي شوهت وجه الشرق بندوب التخلف والعار والجريمة والفوضى والارهاب هو اشد ما يكون لعقد تحالف ستراتيجي وثيق وعملي ومنهجي مع المعارضة الوطنية الايرانية, وبناء جسور الثقة والتعامل واعتبارها المعبر الشرعي والحقيقي عن الشعب الايراني, الذي نتطلع جميعا كعرب ومسلمين لبناء افضل العلاقات المستقبلية معه, ولتعزيز التعاون والشراكة الستراتجية بما يخدم مصالح الشعبين ويوجه قواهما نحو ماهو مشترك. ليس للامة العربية اي عداء مع الامة الايرانية او مع الشعوب الايرانية, بل ان ما يجمعنا من اواصر وعلاقات اقوى بكثير مما يفرقنا, ونظام الفتنة الكهنوتي العدواني هو السبب الاكبر في اقامة جدران الكراهية والتوجس, الوقت اليوم اضحى اكثر من ملائم لانفتاح عربي شامل وخليجي تحديدا على المعارضة الوطنية الايرانية وبشكل ستراتيجي يفتح آفاقا كبرى للتعاون في مختلف المجالات, فالمعارضة الايرانية اثبتت قوتها وجدارتها وصلابة رجالها ومناضليها ومناضلاتها في تحمل مختلف المشاق وفي مواجهة اقسى واكثر الانظمة فاشية في تاريخ الشرق, الكلاب والضباع الايرانية التابعة للملالي تنهش اليوم دول عربية مهمة كالعراق وسورية وهي تتمدد نحو اتجاهات نعرفها جميعا, كما ينشر نظام الملالي خلاياه السرطانية الخبيثة في كل اتجاه مشرقا ومغربا, اما حربه العدوانية في الشام عبر جيوشه وفيالقه المنتشرة هناك فهي اعلان حرب واضح على الامة العربية!!، ماذا تنتظرون يا سادة يا كرام؟ مدوا اياديكم لاخوتكم في المقاومة الوطنية الايرانية الذين قدموا قوافل هائلة من الشهداء في مقاومة المشروع الفاشي لنظام العمائم التخريبي متعهد تصدير الفوضى للشرق. انها الفرصة التاريخية المتاحة فلا تدعوها تفلت من بين اياديكم, لتمر مر السحاب, في هزيمة العدوان الايراني السلطوي على الشعب السوري انتصار وتدعيم لارادة المقاومة الوطنية الايرانية وعبر نقل المعركة للداخل الايراني, التعاون الستراتيجي والوثيق بين العالم العربي والمعارضة الايرانية هو الحل الاوحد للقضاء على اطماع عصابات التوحش والطائفية المريضة القادمة من طهران.. الحقائق الميدانية تقول ان المقاومة الوطنية الايرانية هي الحليف الطبيعي والجاهز للامة العربية.. فتوكلوا على الله.

نقلا عن “السياسة الكويتية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً