الرياضة

كريم جواد : الكرة في العراق تدار بهمجية

كريم جواد

تعيش الرياضة العراقية في المرحلة الراهنة ظروفا صعبة بسبب الفساد المالي والإداري المستشريين بجسد بعض القطاعات الحكومية، فضلا عن قلة الموارد المالية بسبب الانخفاض الحاد في أسعار برميل النفط بالأسواق العالمية.

هذا الأمر أثر بشكل سلبي واضح على الرياضة العراقية برمتها، وبهدف التعرف أكثر على واقع الرياضة العراقية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص “” حاور مدرب منتخب الناشئين العراقي والقوة الجوية سابقا كريم جواد، وجاء الحوار كالآتي:-

بداية كيف تنظر لواقع حال الرياضة العراقية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص في الوقت الراهن؟

– بكل تاكيد الرياضة العراقية ومنها كرة القدم تعيش اليوم أزمة كبيرة من الناحية المادية والإدارية والتنظيمية، فلا توجد برامج أومخططات طويلة الأمد، علاوة على أن الرياضة العراقية تدار من قبل أشخاص يفتقدون للفكر والشخصية القيادية القوية إلى جانب غياب الخبرة والتجربة عن البعض من أصحاب القرار الرياضي.

كل هذه الأمور تجعل الوسط الرياضي العراقي يعيش في حالة من الانكسار النفسي والإحباط المعنوي حيال ما يحدث من هدم وتدمير للرياضة العراقية.

كيف ترى طريقة عمل الاتحاد العراقي لكرة القدم؟

– لست أنا من أقول بل إن كل المعنيين والمراقبين للحدث الكروي العراقي يرون أن الاتحاد الحالي يعمل بهمجية وليس منهجية علمية واضحة وذلك بسبب غياب فلسفة العمل الصحيح فضلا عن افتقاد الاتحاد الحالي للشخصيات الرياضية المؤثرة ذات القاعدة الجماهيرية الواسعة والخبرات الإدارية والفنية الكبيرة مثل مؤيد البدري وشامل كامل وعبد القادر زينل وغيرهم.

حقيقة الكرة العراقية تمر الآن بنفق مظلم وضيق ولا نعرف له نهاية، ويفترض ببلد كبير وعريق وصاحب حضارة عميقة مثل العراق يعيش في حال غير الحال الذي يعيشه الآن، وهذا لن يحدث إذا لم يتم استقطاب الشخصيات الرياضية والإدارية القادرة على اتخاذ القرارات الرياضية الصائبة.

كيف ترى مهنة التدريب في العراق حاليا؟

– مهنة التدريب كما يرى الكثير من المراقبين تعاني جملة من المشاكل الإدارية والفنية والمالية، ومنها غياب الملاعب والقاعات والرياضية، إلى جانب افتقار الأندية الرياضية في العراق للميزانيات المالية التي تساعد على تحقيق الإنجاز الكروي، ناهيك عن الضغوطات الإعلامية والجماهيرية والإدارية المستمرة.

مهنة التدريب في العراق شاقة ومتعبة وفيها الكثير من التعقيدات والصعوبات، علاوة على أن المدرب يتعامل مع مختلف النفسيات والطبائع والأذواق، هذه كلها تزيد مهنة التدريب في العراق على وجه التحديد تعقيدا ومشكلات وضغوطات.

العراق به اليوم أكثر من 2000 مدرب كيف تنظر إلى الأمر من وجهة نظر فنية؟

– في الحقيقة هذا رقم كبير ولا يتناغم مع حال العراق، واتحاد كرة القدم واللجنة الفنية هي من تتحمل وزر هذا العمل الخاطيء، لأنها ساهمت بمنح مدربين للشهادات التدريبية بغياب المعايير الدولية.

أنا مع النوعية وليست الكمية بإعداد المدربين، فبلد بحجم العراق فيه أكثر من 2000 مدرب هذا كبير جدا.

من المفترض على اتحاد كرة القدم العراقي وضع شروط ومعايير وأسس صحيحة لاختيار المدربين وليس جعل المهنة والشهادة التدريبية تجارية ومتوفرة لكل من يدفع رسوم الدورة التدريبية.

يبدو أنك ضد المدربين الشباب أليس كذلك؟

– كلا أنا لست ضد المدربين الشباب لأننا كلنا كنا مدربين شباب ومن ثم كبرنا، لكنني ضد منح الشهادات التدريبية لكل من “هب ودب” وارتدى الملابس الرياضية.

ينبغي أن يضع اتحاد كرة القدم العراقي معايير مشددة وشروط قاسية لدخول المدربين الجدد لعالم التدريب الكروي بهدف كسب جيل جديد من المدربين الشباب والمتسلحين بالعلم والمعرفة والفكر التدريبي المتقدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق