اراء و أفكـار

تحالفوا مع المعارضة الإيرانية.. اكسروا جدار الرعب والتردد!

داود البصري

تاريخيا ومنهجيا شكل خطر نظام الملالي الارهابي في ايران اكبر اختراق وقلق للامن القومي العربي منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم, وشواهد التاريخ وادلته اليقينية والثابتة لا تحتاج لادلة اكثر مما نراه حاليا من توسع واكتساح ايراني للشرق والجنوب العربي وبطريقة غير مسبوقة عبر كل حلقات تاريخ المنطقة القريب منها والبعيد.. النظام الايراني وعلى لسان جهابذته وقادته ومخططي ستراتيجيته بدءا من مستشار الولي الفقيه علي اكبر ولايتي وانتهاءا عند اصغر عنصر من عناصر الباسداران الارهابيين ما فتئ يعلن بصراحة وشفافية مثيرة ومميزة بانهم يقاتلون في بغداد ودمشق دفاعا عن حصون طهران!, بمعنى انهم ينقلون ترساناتهم وخططهم الدفاعية واساليبهم التخريبية لدول الجوار من اجل حماية نظامهم الكسيح في طهران, لقد شكلوا اكبر عملية اختراق بمساعدة الولايات المتحدة للعالم العربي من خلال غزوواحتلال وتدمير العراق الذي جاء هدية اميركية مجانية للنظام الايراني, وشكل على المستوى الستراتيجي (اجازة قتل اميركية لايران في الشرق العربي), فبسبب الغزو التدميري الاميركي فتحت بوابات الشرق العربي لاهل رايات الحقد البرمكية السوداء! واتيح لابي مسلم الخراساني ان ينتقم من ابي جعفر المنصور بعد اربعة عشر قرنا, وتهيات كل اسباب التوسع المكاني والزماني والعقائدي والجغرافي والفكري للنظام الايراني, وتحققت اسطورة (تصدير الثورة) بسلاح المارينز الامريكي, فحققت السياسة الايرانية اختراقا تاريخيا متميزا لابد ان نعترف به ونقر بقوته ولكن ليس بسبب قوة النظام الايراني الخاصة بل بسبب التواطيؤ الدولي والضعف العربي وهو ضعف للاسف منهجي يتمثل في عدم وجود ارادة سياسية حقيقية اوقيادة ناجحة لادارة ملفات الصراع الاقليمي الشرسة, الايرانيون لا يعلنون فقط, بل يتقدمون وينفذون ما يقولون ميدانيا, لقد تحدوا العالم العربي في الملف البحريني والذي لولا كسر السعودية لجدار التردد وتقعيل درع الخليج لذهبت البحرين وتحولت لشظايا اذ لا زال الخطر الايراني منتصبا شاهرا سيفه! كما تحدى نظام الملالي عمق الامة العربية وتغلغل في الجنوب العربي وتحركت مرة اخرى الارادة السعودية عبر عاصفة الحزم لتدفع الهجمة القرمطية الجديدة عن بلاد الحرمين! اما في العراق وهو قلب وقلعة وجوهرة الوجود الايراني فقد حقق الاختراق الايراني عبر القوة الاميركية الطاغية نجاحه التاريخي وانتقم لهزيمته في حرب الخليج الاولى وفرض شروطه بل وجعل غلمانه المباشرين وعبيده القدماء حكاما على العراق في اختراق تاريخي للامة العربية لم يحدث ابدا الا في عصور الظلام والهمجية والتخلف, تصوروا بلدا عربيا مشرقيا مهما كان حاملا لراية الامة, مبشرا بوحدتها, ساعيا لنهضتها, تحول اليوم لكانتونات طائفية كسيحة مريضة تحول فيها نظام الملالي ليكون المشرف والموجه الاكبر وحيث خضعت حكومة بغداد الايرانية قلبا وقالبا للنفوذ الايراني الكامل والذي يحميه (البنتاغون)! فعملاء ايران في العراق هم خط اميركي احمر حسب التصريحات الاميركية! وهونجاح تاريخي مدهش للنظام الايراني؟ اذ دخلوا العراق من دون اعباء ولا جهود مضنية سوى استدعاء ادواتهم القديمة واعادة تشغيلها من جديد, ثم تحول العراق لنقطة انطلاق للتوسع الايراني في الشرق واضحى القاعدة الخلفية لكسر الحصار الدولي على النظام اولا, ولتهيئة مستلزمات العدوان على الشعب السوري, والاهم من هذا وذاك تحويل العراق لمعسكر تدريبي للجماعات الخليجية العميلة لايران في البحرين والكويت وشرقي المملكة! وهذه من الحقائق المعروفة فميليشيات العراق الطائفية لا تخفي احقادها ومشاريعها العدوانية تجاه دول الخليج!, نظام الملالي يقاتل بشراسة اليوم في الشام من اجل تغيير هويتها التاريخية والحضارية وفرض واقع مشوه ومسخ مشابه للحالة العراقية الممسوخة وعبر افتعال تغييرات ديموغرافية كبرى تحقق الهدف المنشود ولن ينجح الملالي في جهودهم في الشام رغم حدة الهجمة فابطال الشعب السوري سيسحقون كل المشاريع الظلامية العابثة, وجثث جنود الولي الفقيه ملات البر حتى ضاق عنها! وستملا سفنهم ايضا وسيخرجون مدحورين من الشام كالكلاب الضالة حتما! ولكن بالمقابل ماذا فعل صانع القرار الستراتيجي العربي في مواجهة تلك الهجمة الطاغية؟ لقد نقل الايرانيون المعركة للعمق العربي في الشرق وهم يلامسون ايضا حدود المغرب العربي! اليس بالامكان نقل المعركة للعمق الايراني واجهاض المخططات الايرانية؟! الامر في منتهى اليسر ان تبنت الستراتيجية العربية خيار التعامل والتحالف الستراتيجي مع المعارضة الوطنية الايرانية التي تمتلك ادوات الداخل الايراني بشكل فاعل ولها صولاتها وجولاتها في هذا المجال, وفي التحالف مع المعارضة الايرانية يمكن كسب صديق قوي جدا للعالم العربي يقام معه حوار المصالح المشتركة وليس حوار السيطرة والتمدد والانتشار, الامة العربية ليست ضد الشعب الايراني ابدا, بل ان مايجمع العرب والايرانيين من مصالح ووحدة هدف كافي لان يحول المنطقة لخلية عمل استثماري ضخمة ان صدقت النوايا وتبلور الهدف, لا خيار امام صاحب القرار السياسي العربي اذا اراد افشال الهجمة العدوانية لنظام الملالي الا من خلال اقامة تحالف عملي وسياسي وعسكري وثيق مع المعارضة الوطنية الايرانية, واي تصور خارج هذا النطاق ليس سوى حرث في الهواء! فهل سنشهد ستراتيجية انفتاح عربي جديدة على المعارضة الايرانية؟ هذا ما نامله ونتمناه ونسعى اليه.. اكسروا جدران التردد.. فالنظام الايراني على ابوابكم يتلصلص وينتظر الفرصة التاريخية للاجتياح.. اللهم اني قد بلغت.. اللهم فاشهد.. وعلى الباغي تدور الدوائر.

نقلا عن السياسة الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً