اراء و أفكـار

هل أدت القمة الخليجية – الأميركية غرضها؟

أيمـن الـحـمـاد

عاشت الرياض يومين من الزخم السياسي المكثف تمخض عنها أربع قمم سياسية، حولت تلك اللقاءات اهتمام الإعلام الدولي إلى العاصمة السعودية، وأبرزت في ذات الوقت قدرة الرياض كقوة جذب ومركز لصناعة القرار الإقليمي والدولي.

خرجت بالأمس القمة الخليجية – الأميركية بعد أن نالت نصيباً وافراً من التحليل والمتابعة من قبل المراقبين الذين ينظرون إلى هذه القمة باعتبارها مرحلة جديدة تؤرخ لعلاقات الخليج بأميركا في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي الإيراني.

حرص الجانبان خلال القمة على إعطاء العلاقات بينهما دفعة وزخماً من خلال الحديث عن أهمية كل منهما للآخر، وفرص التعاون بينهما بما فيها الفرص الاقتصادية مع التذكير بالدور البارز لهما في الحرب على الإرهاب، والإشارة إلى ضرورة مواجهة أعمال إيران المزعزعة للاستقرار.

تقدّر دول الخليج العلاقات مع أميركا بدا ذلك واضحاً في حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أشار إلى اهتمام المنظومة الخليجية بالعلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك الرئيس أوباما الذي أعاد تأكيد التزام بلاده بردع أي عدوان تجاهها؛ يصب ذلك في جهة طمأنة الحلفاء في الخليج مغبة أي خلل في توازن القوى قد يشكل تهديداً على دول التعاون، وهو ما دفع الرئيس الأميركي إلى الإشارة عندما قال بأن الاتفاق النووي مع إيران لا يعني أن تفعل ما يحلو لها.

إذا ما نظرنا إلى مسوغات انعقاد القمة والتي جاءت استكمالاً لقمة كامب ديفيد في يونيو الماضي يمكن القول بأن قمة الرياض نجحت في دفع التعاون بين الجانبين لاسيما من جهة تجديد الالتزام الأميركي، وكذلك التعهدات التي سبق وأن قطعت بها واشنطن أمام حلفائها، لاسيما في إطار تعزيز التعاون الدفاعي والأمني وهو التزام متبادل، فالجانبان مدركان لحجم الخطر الذي تمثله التنظيمات المتطرفة لاسيما “داعش” على الأمن الدولي، وفي هذا الإطار كان إظهار المملكة عزمها التدخل البري في سورية ضد تنظيم “داعش” إشارة لالتزام الرياض في مكافحة الإرهاب في أي مكان، إن التصريحات التي أطلقها أشتون كارتر في ختام زيارته إلى الرياض يمكن اعتمادها كمعيار مهم في مدى نجاح القمة الخليجية – الأميركية من عدمها أو مدى تحقيقها لأغراضها.

إضافة إلى ذلك رسخت القمة الخليجية – الأميركية من خلال البيان المشترك اتفاق الطرفين على إدانة الدور الإيراني التخريبي وألا مستقبل للأسد في سورية، والتأكيد على اتفاقيات الدفاع المشترك والتعاون لمواجهة الأخطار مع الاتفاق على إقامة مناورات عسكرية في مارس من العام المقبل، تلك المخرجات تصب في خانة يمكن معها وصف القمة بالناجحة لكن الأهم هو الحفاظ على روح قمتي كامب ديفيد والرياض وما خرج عنهما والعمل على جعل هذا التصور قيد التنفيذ وواقعاً على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً