اراء و أفكـار

لماذا قمة الرياض تاريخية؟

قمة الرياض تاريخية لأنها تقبض على لحظة تاريخية هي لحظة تحول جذري في المنطقة، ثم تنطلق منها إلى آفاق أبعد من التعاون الخليجي من جهة، وتعاون «التعاون» مع العالم من جهة ثانية، لما يحقق مصلحة الإنسان في المنطقة والعالم. إلى ذلك، فإن قمة الرياض الخليجية الأمريكية، بمشاركة فاعلة ومؤثرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى جانب قادة “التعاون”، تشير، من حيث مداولاتها ونتائجها، بقوة، إلى بدء مرحلة جديدة تغادر فيها دول المنطقة التعاون في شكله التقليدي، إلى تعاون يحلق بأجنحة المبادرة والسبق والإيجابية، وكل ذلك في أفق من الوعي بالمستجدات والمتغيرات نحو تحقيق نوع جديد، متجدد، وغير مسبوق من المواكبة، بل الاستعداد للمستقبل بكل أحداثه، أو مفاجآته.
الآن، يتأكد، بعد نجاحنا في «عاصفة الحزم» ثم في «إعادة الأمل»، كما في موقفنا الموحد ضد الإرهاب وتيارات الظلام والتكفير، أننا نعيش في خليج جديد، ومجلس تعاون جديد، حيث إعادة الشرعية في اليمن، أو فضح أطماع إيران وتطويقها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، والخليج قبل ذلك وبعده ومعه، والمثابرة على اللقاءات الثنائية والجمعية، علامات مضيئة حقاً على طريق تحقيق التعاون المفارق، المعاصر، وغير التقليدي.
اليوم، نتأكد، أكثر وأبعد، أننا بحكمة قادتنا، تجاوزنا اختبار أزمة الخليج العسير، وها نحن نحقق في زمن قليل، منذ قمة اتفاق الرياض التكميلي وقمة الدوحة، عديد منجزات ما كان ليتحقق لولا إيماننا جميعاً بفكرة التضامن، خصوصاً حين نكون اليوم، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، قوة سياسية واقتصادية وعسكرية لا يستهان بها، ما جعل، ويجعل الحلم الإيراني، أو التركي إلى تلاش وانقراض، وما يجعل الحلم الخليجي والعربي مستفيقاً وصاحياً، ينادي على نفسه في موسم البشائر، فينشر ثقته في الضمائر، وطمأنينته في الحواضر.
ينحسر الحلم الإيراني اليوم بفضل وعي قيادتنا وتماسكنا، فيرتد إلى رؤوس أهله ويتحول إلى كابوس، ومعه تتقوض أوهام متراكمة في الرؤوس والنفوس، من تنظيمات إرهابية تقتل بالصوت العالي، واللغة الصارخة، إلى أخرى تؤثر الصمت أو الهمس، لكنها في الوقت نفسه، تدمر وتذبح بدم بارد، حيث لا فرق بين «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» و«الحشد الشعبي»، وما يسمى بحزب الله. المنبع واحد، وكذلك المصب، والمكاسب الضيقة والبغيضة مطلبهم، لا الدين، أو المبادئ، والمثل.
وبالعودة إلى تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي نقل من خلالها تحيات القائد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى القادة، فإن الأنموذج من هنا، من إرث زايد الخير، طيّب الله ثراه، ومن منجزنا المتميز في عهد خليفة بن زايد، فدولة الإمارات الرقم الصعب في معادلة المنطقة، وسياسة الإمارات التي أثبتت صوابها أسهمت، عبر التعاون، غير التقليدي، مرة جديدة، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، في تحويل دول المنطقة إلى كتلة قوية ذات علاقات متوازنة مع أمريكا والعالم أجمع.

نقلا عن الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً