اراء و أفكـار

الفلوجة تستغيث

الفلوجة، تلك المدينة الاستراتيجية الواقعة على ضفة نهر الفرات والمشهورة بخصوبة أرضها وكثرة مزارعها وبساتينها يعاني أهلها اليوم أوضاعاً كارثية وحالة من الجوع بسبب استباحة تنظيم داعش لها والحصار المفروض عليها من القوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي.

يحاصر الموت أهالي الفلوجة من كل مكان، وسط يأس من الخلاص لما يعيشونه يومياً بين رعب الإعدام والتصفية الجماعية أو قصف بالمدفعية أو انعدام تام لما يمكن أن يسد الجوع، فكم من عائلة فقدت رضيعها وطفلها وكم من نساء ترملن وكم من كبار في السن قضوا.

إن نداء منظمة التعاون الإسلامي الأخير بإغاثة الفلوجة، هو نداء ينقل آلام ومعاناة أهالي المدينة إلى العالم، وهو واحد بين الكثير من نداءات المنظمات الحقوقية والإنسانية التي وصفت الأوضاع بالمأساوية.

بيد أن مثل هذه النداءات لم تجد آذاناً صاغية، بل جاء قصف الجيش العراقي أول من أمس لسوق الجمعة الشعبي وسط المدينة، وهو السوق الذي يرتاده سكان المدينة كلما توافرت الظروف من أجل اقتناء ما يمكن شراؤه لسد بعض حاجيات أسرهم، ليحول السوق إلى برك دم بسقوط عشرات القتلى، وليحول المدينة إلى جحيم حقيقي.

إن الوضع الكارثي للفلوجة يستلزم قراراً دولياً حازماً بإنهاء الحصار المفروض على المدينة، ثم التنسيق والتعاون لتحريرها من بطش تنظيم داعش، وقبلهما ضرورة المسارعة إلى توفير ممرات آمنة للمحاصرين الآن وليس غداً.

نقلا عن البيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً