اراء و أفكـار

اليمن.. غداً يوم آخر

من المفترض أن يكون اليوم يوماً مختلفاً في اليمن، يتم فيه تطبيق قرار وقف إطلاق النار تمهيداً لإطلاق مفاوضات يمنية في الكويت تفضي إلى تسوية سياسية.
لعل المقتلة التي كانت كل الأرض اليمنية ساحتها لأكثر من عام، وشهد خلالها الشعب اليمني الكثير من الأهوال، من قتل وتشريد وتدمير كانت عبرة لمن يعتبر بأن الحروب العبثية لن تأتي إلا بالكوارث والمحن، ولن يكون ضحاياها إلا الأبرياء والفقراء، وخصوصاً في بلد كاليمن يجتاحه الفقر والبؤس من أدناه إلى أقصاه ويحتاج إلى كل قطرة من الدعم والتنمية لرفع المعاناة عن شعبه، فأتت الحرب لتقضي على القليل القليل الذي كان متوافراً من أبسط وسائل الحياة.
لعل الذين كانت رؤوسهم حامية، وتملكتهم نزعة القوة والغلبة والإقصاء والسلطة أدركوا الآن أن حربهم خاسرة، وأن كل ما جنوه هو هذا الدمار والقتل المجاني الذي أودى بحياة آلاف الأبرياء من أطفال ونساء ورجال وتدمير مئات آلاف المنازل والمؤسسات والمنشآت والبنى التحتية رغم محدوديتها.
لذلك يشكل وقف إطلاق النار الذي من المفترض تطبيقه اليوم فرصة للعودة إلى العقل والكف عن اللجوء إلى القوة المستندة إلى دعم الخارج.
لعل هؤلاء أدركوا الآن أن الوطن يتسع للجميع وأن تقديم التنازلات من هنا وهناك يكون للوطن وأهله، وأن الاعتراف بالخطأ فضيلة وليس هزيمة.
من المؤمل أن يكون اليوم يوماً جديداً لليمن واليمنيين، فكل المؤشرات التي يمكن استشرافها من مواقف مختلف الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية توحي هذه المرة بالجدية والحرص على إنجاح الجهد الذي يبذل من جانب أكثر من طرف لبدء مفاوضات تنتهي باتفاق يضع حداً لويلات الشعب اليمني ويؤسس لمرحلة جديدة تضع مصلحة اليمن أولاً، وتحدد مسار الحل السياسي ليمن حر وديمقراطي ومستقل في نظام يتوافق عليه الجميع من خلال الحوار، وخصوصاً أن هناك أرضية متوافرة للحل وتتمثل بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني.
نأمل أن يكون اليوم بداية لمرحلة جديدة على طريق استعادة اليمن ووضعه على طريق الأمن والسلام.
لقد قدمت دول التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات الكثير من التضحيات والجهد لإنقاذ اليمن واستعادة دوره ضمن المنظومة الخليجية والعربية، وهو جهد سوف يتواصل بلا شك من أجل استعادة الأمل والمشاركة في عملية إعادة البناء..
ولا ننسى أن هناك تحدياً لا يزال قائماً ويهدد اليمن ودول المنطقة والمتمثل بالإرهاب وهو يحتاج إلى جهد مضاعف وعلى كل المستويات لهزيمته..والمعركة معه لم تبدأ بعد.. وهي لن تنتهي إلا بهزيمته.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً