اراء و أفكـار

العراقيب 96

إنها قرية عربية في صحراء النقب، تحولت إلى شوكة في حلق العدو الصهيوني. منذ ست سنوات وهي تتحدى جبروته وعنصريته وحقده وخطط الاجتثاث التي يمارسها بحق عرب النقب وغيرهم على اتساع الأرض الفلسطينية.
يوم الثلاثاء الماضي استيقظ سكان القرية على الجرافات تهدم قريتهم من دون سابق إنذار كما فعلت في المرات الـ 95 السابقة.
هي ليست قرية كبقية القرى، إنها مجرد بيوت بسيطة من الخيام والصفيح، ولا تحتاج إلى جرافات وجرارات لاقتحامها وتدميرها على رؤوس أهلها.. لكن رمزيتها وما تمثل هي قلعة صمود وبطولة، وعنوان لتشبث الفلسطيني بأرضه حتى ولو كان يسكن في خيمة أو مغارة ومحروم من وسائل الحياة العادية، مثل الماء والكهرباء والبنية التحتية ، كما حال أهالي العراقيب و51 قرية أخرى في النقب يتعرضون للتهديد بهدم قراهم لأن العدو الصهيوني لا يعترف بوجودها ويحرمها من أبسط أشكال الخدمات.
في هدم القرية قبل يومين للمرة الـ 96 يعتقد العدو أنه حقق انتصاراً على بضع عشرات من مواطني النقب، لكنه فوجئ مجدداً، وكما في كل مرة أنه يخوض معركة خاسرة، لأن أهالي القرية أعادوا بناءها وسكنوا فيها لأنهم يتسلحون بالأمل والإرادة ولم يسمحوا لليأس أن يتسلل إلى نفوسهم، فهم أصحاب الحق والأرض، ووجودهم على أرض فلسطين ومنها النقب يسبق وجود الاحتلال بآلاف السنين. ولديهم وثائق ملكية الأرض التي ورثوها أباً عن جد، يوم كان شذاذ الآفاق مجرد مجموعات من البشر هائمة في أصقاع الدنيا.
فلسطين هي المكان الوحيد المتبقي في العالم الذي يخضع للاحتلال وتمارس فيه العنصرية بأبشع أشكالها، ويتعرض أهل الأرض لمحاولات الاقتلاع والنفي والتشريد أمام مجتمع دولي أعمى وأصم، تقوده دولة عظمى تمارس بحق الشعب الفلسطيني سياسة تنعدم فيها الأخلاق والعدالة.
قرية العراقيب مثلها مثل عشرات القرى والبيوت التي يستهدفها الاحتلال في النقب والضفة والقدس والجليل والأغوار من أجل إلغاء هويتها العربية، في إطار مخطط استيطاني تهويدي يستبيح كل أرض فلسطين.
العراقيب وكل قرى فلسطين لن تكون لقمة سائغة، ولن يتمكن الاحتلال من طمس وتزوير عروبتها وتاريخها.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً