اراء و أفكـار

هزيمة الإرهاب ممكنة

كثيرون يتساءلون: هل هزيمة المنظمات الإرهابية مثل «داعش» وجبهة النصرة وغيرهما من المسميات المماثلة ممكنة؟ هل بمقدور العالم أن يتنفس الصعداء ويخرج من حالة الخطر التي تتهدده وتقض مضاجعه؟.
أجل يمكن هزيمة الإرهاب بشرط توحد الجهود العالمية، والتعامل مع الإرهاب كحالة تهدد الجميع والتخلي عن استخدامه لأغراض سياسية.. والأهم الوضوح في العلاقة مع الإرهاب، وعدم التعامل معه بازدواجية، وكأن هناك إرهاباً حميداً وإرهاباً عضالاً وقاتلاً…ثم العمل على استئصال جذوره الفكرية ومنطلقاته العقائدية القاتلة، وهذه مسؤولية عربية وإسلامية بالدرجة الأولى للحؤول دون تفريخ أجيال «داعشية» جديدة تتخرج من المدارس والجامعات والمساجد محشوة ومعبأة بكل ما هب ودب من ثقافة تكفيرية وتدميرية هدامة يقوم بتلقينها أنصاف رجال دين ودعاة فرضوا أنفسهم فقهاء ومرجعيات دينية وعلمية، استقوا كل معلوماتهم من مراجع دينية متخلفة ومن بعض تراث يحتاج إلى غربلة وتصحيح وتنقيح، وربما إلى نسف.
فالإرهاب ليس ظاهرة عشوائية خرجت إلى الضوء فجأة لنشر قيم مزيفة وباطلة عن الدين الإسلامي، إنما خرج من بين ظهرانينا مزوداً بما يكفي من المدد الفكري والمادي، والدعم الخفي من جهات وأجهزة لها غايات ومآرب لم تعد تخفى على أحد، وأخطرها تشويه الدين الإسلامي بكل ما يمثله من قيم أخلاقية وإنسانية، وخلق هذه «الإسلاموفوبيا» في العالم لإثارة الحقد والكراهية والعداء لكل ما هو مسلم، واستغلال ذلك في تعميق الهوة بين المسلمين وغير المسلمين لعل ذلك يطلق شرارة حرب دينية وحضارية.
والهدف الآخر، هو أن هذا الإرهاب التكفيري التدميري قد يؤسس إلى صراعات دينية ومذهبية وإثنية في المنطقة تؤدي إلى تذريرها وتفتيتها، وإضعاف أو إلغاء أي رابط وطني وقومي بين مختلف مكوناتها..وكل ذلك يصب في مصلحة الكيان الصهيوني شئنا أم أبينا.
يمكن هزيمة الإرهاب في وجهه العسكري، وما يتحقق في العراق وسوريا يؤكد ذلك..لكن الهزيمة الكاملة تحتاج إلى هزيمة فكرية، وهذه مهمة إسلامية بامتياز.

نقلا عن “الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً