اراء و أفكـار

عام على «الحزم» و«الأمل»

في مثل هذا اليوم قبل سنة، انطلقت «عاصفة الحزم» العربية بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة فاعلة ومحورية لدولة الإمارات العربية لتحرير الشعب اليمني من قبضة جماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي الذين انقلبوا على السلطة الشرعية وأخذوا البلد رهينة بين أيديهم لعلهم يتمنكون منه لتحويله إلى بؤرة لأطماع الآخرين ومطامعهم.. لكن أحلامهم تهاوت وسقطت بفعل صلابة الموقف الخليجي والتضحيات التي قدمت للحفاظ على اليمن عربياً، وجزءاً أصيلاً من أمته، وعصياً على مكائد الآخرين في أن يكون بمثابة «طابور خامس» أو «حصان طروادة» خدمة أهداف الغير في المنطقة.
فشلت المحاولة من خلال «عاصفة الحزم» ثم «عملية إعادة الأمل» بعد أن تم تحرير معظم المناطق التي كان استولى عليها الانقلابيون، جراء تضحيات عظيمة قدمتها قوات التحالف العربي، وخصوصاً قوات الإمارات التي كانت رأس الحربة في عملية التحرير وقدمت تضحيات عظيمة على أرض اليمن في عدن ومأرب وباب المندب وتعز . تضحيات سوف يذكرها التاريخ بصفحات من عز ومجد وفخار، وسوف تبقى بطولة جنود الإمارات ترويها الأجيال كمثال على النخوة العربية دفاعاً عن بلد عربي شقيق كاد يفقد هويته العربية في لحظة جنون بعض أبنائه الذين سقطوا في فخ الفئوية والمصالح الشخصية والقبلية واستقووا بالخارج على أبناء بلدهم.
بعد عام، يمكن القول بارتياح إن «عملية إعادة الأمل» أعادت الأمل فعلاً إلى الأشقاء اليمنيين رغم المآسي والكوارث والمصائب التي حلت بهم جراء أفعال جماعة صالح والحوثي وارتكاباتهم البشعة بحق أبناء وطنهم.
هناك مساحات واسعة من أرض اليمن تحررت وعادت إلى الشرعية، وهناك الحياة بدأت تعود إلى هذه المناطق المحررة، وهناك إصرار من اليمنيين على استكمال عملية التحرير.. وهناك كوة من الأمل فتحت بعد أن أيقن الانقلابيون أنهم وصلوا إلى طريق مسدود وأن انقلابهم فاشل ولا أمل لمخططاتهم بأن ترى النور، وأن طريقاً جديداً للمفاوضات بدا مفتوحاً على استعادة التعقل والحكمة والتوبة والتراجع عن أخطاء وخطايا من أجل مصلحة اليمن.
إنجازات عظيمة تحققت خلال عام على درب الحرية لليمن وإن كان ثمنها ليس هيناً.. لكن ذلك يجب ألا يجعلنا نشعر بطمأنينة لأن المخاطر مازالت قائمة وتهدد اليمن واليمنيين.. وإذا كانت المعركة ضد الذين انقلبوا على الشرعية أوشكت على نهايتها فالأمر يستدعي اليقظة والحذر وإبقاء الإصبع على الزناد، فهناك خطر المنظمات الإرهابية مازال قائماً، وهي لن تترك اليمن ينعم بالطمأنينة والسلام والأمن إذا استطاعت، لذا من المفترض عدم مهادنة الإرهاب أو إعطائه فرصة للتنفس، بل يجب العمل على قطع دابره واجتثاثه من الأرض اليمنية.
بمعنى آخر.. المعركة في اليمن يجب أن تتواصل من أجل استعادة الشرعية وهزيمة الإرهاب وزرع الأمل والحرية والرخاء على ربوع اليمن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه.

نقلا عن الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً