اراء و أفكـار

الثورة الأحوازية في تصاعد

داود البصري

مع تصاعد المد الجماهيري والثوري للشعب العربي الأحوازي، تبدو قضية تقرير المصير من المسائل الجوهرية والمباشرة في ملف النضال الأحوازي من أجل الحرية والإنعتاق.فحروب الإرادة في الشرق قد أفرزت حقائق موضوعية لا تقبل التراجع تتمثل في المد الثوري التحرري الأحوازي الذي أضحى اليوم من وقائع الميدان في الشرق القديم.
الأحوازيون في نهضتهم الوطنية وإنبعاثهم القومي قد وصلوا حاليا لمرحلة قطف الثمار، لكون المشروع التحرري الأحوازي قد نضج وتبلور وتحددت معالمه رغم بعض الخلافات الداخلية بين الأحوازيين حول شكل وطبيعة التعامل مع ملفات المرحلة المقبلة.
على العالم أن يعي جيدا ان قوى ثورية متحررة في المنطقة باتت العامل الحاسم في تقرير الأمور، وإن النضال العربي الأحوازي ينبغي أن يعامل معاملة حركات التحرر الوطني، فخلاص الشعب العربي الأحوازي من الهيمنة والإحتلال الفارسي الإيراني العنصري أضحى الخيار الحاسم لثورة شعبية متراكمة عبر عقود الظلم والاحتلال والإرهاب الطويلة وحيث يرفع اليوم ملايين الشباب العربي الأحوازي راية الحرية بعد أن سقى شجرتها بالدماء العبيطة وبتضحيات آلاف الشباب العربي من الذين قبلوا حبال المشانق أملا ووصولا لعهد جديد يعمل الشعب العربي الأحوازي حثيثا من أجل بلورة صيغته النهائية.
لقد كان للتحذير الذي أطلقته حركة التحرر الأحوازية للشركات الأجنبية العاملة في مجال النفط في الأحواز المحتلة من ضرورة فك ارتباطها بالنظام الإيراني المحتل والمغتصب لثروات الشعب العربي الأحوازي تأكيدا جما على تصعيد الحركة الشعبية، والاتجاه بنقلة نوعية نحو وضع ثوري جديد يستمد طاقته من المتغيرات الإقليمية الكبرى وعلى رأسها الأجواء التي سادت بعد عملية «عاصفة الحزم» التي وأدت الأطماع والمخططات الصفيونية في الشرق، وشكلت المقتل الحقيقي للمشروع التوسعي العدواني الإيراني الهادف لإستباحة الشرق وتشكيل إمبراطورية الولي الفقيه الكبرى، معتقدين ان الشعب العربي الأحوازي لقمة سائغة، بينما المواجهات الشعبية اليومية ضد إرهاب الاحتلال الإيراني وأدواته مستمرة في كل المدن الأحوازية بدءا من «الفلاحية» حيث إندلعت انتفاضة شعبية وليس انتهاء بالأحواز العاصمة.
الوضع اليوم في الأحواز هو إرهاصة حقيقية تبشر بفجر الخلاص والانعتاق، وتحشد القوى الوطنية الأحوازية، وهو يصعد التحرك والنضال وإدارة أوراق الصراع في الداخل والخارج هو في حالة استعداد قتالي متقدم لتنفيذ الصفحة الثانية والحاسمة من البرنامج النضالي بتصعيد المواجهة المباشرة وبقطع الطريق بالكامل على الاحتلال ووكلائه وعملائه من المستوطنين أو الخونة.
ملاحم كفاحية وجهادية تجري اليوم في الساحة الأحوازية من خلال النضال الجماهيري الدائم والمستمر والذي عبر عن نفسه بصيغ وأساليب مختلفة أبرزها التصدي للعصابات الطائفية والعودة الجماعية للشعب العربي الأحوازي للتمسك بالتوحيد والتمسك بالعروبة والانسجام النفسي والسلوكي مع «عاصفة الحزم» وما سوف يتلوها من متغيرات تاريخية ارتدادية كبرى بعد إستكمال مهمتها بنجاح.
الشرق على موعد كبير ومقدس مع متغيرات إيجابية كبرى لصالح شعوب الشرق المضطهدة وقد حقق الشعب العربي الأحوازي اختراقات إعلامية وسياسية مهمة على المستوى الدولي، وما يحتاجه الكفاح التحرري الأحوازي حاليا هو الدعم والمساندة العربية والوقفة التضامنية التي ستقودها المملكة العربية السعودية تحت قيادة سلمان الحزم والكرامة وهي تقود الحرب الدفاعية المقدسة عن الأمة ووجودها وعزتها وكرامتها بعزيمة الرجال الرجال من أحفاد الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود الذين يتحملون اليوم بجدارة وإستحقاق مهمة التصدي لأشرس مشروع تخريبي طائفي يستهدف وحدة الأمة وشعوبها.
الأحوازيون اليوم أضحوا من حقائق الساحة الدولية، وجهادهم يشكل اليوم حالة يومية مستمرة لوضع تحرري أحوازي متحرر، والانعتاق من ربقة وذل وعذاب الاحتلال الإيراني لم يعد هدفا مقدسا فقط، بل أضحى حقيقة ثابتة يعيشها الأحوازيون كل يوم وحيث سيفاجأ العالم بحتمية النصر التحرري والإستقلالي الأحوازي.
لقد فات الكثير ولم يبق سوى القليل والرتوش النهائية لإستكمال معالم وملامح مرحلة الإستقلال الناجز ،ومع تصاعد رياح الثورة الأحوازية، فإن الطريق لدولة الأحواز العربية ستكون إحدى أهم ثمار هزيمة المشروع الصفيوني الغادر السقيم.

نقلا عن “السياسة الكويتية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً