اراء و أفكـار

سوريا الموحدة

أكثر الأطراف حرصاً على تأكيد وحدة سوريا، هي الأطراف التي تعبث في الداخل السوري، وكأن الشعارات تغطية على الواقع الميداني الذي يقود سوريا إلى التشظية الفعلية بعد التفتيت الاجتماعي، وحالة التنافر بين مكونات المجتمع السوري.

إيران وغيرها من أطراف تصرح ليل نهار، حول وحدة الأرض السورية، وحرصها على عدم التقسيم أو تحول سوريا إلى دويلات متحاربة على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي أو طائفي.

لكن الممارسات على الأرض تؤدي إلى التفتيت الداخلي، وتكرس التقاسمات على صعيد الهوية الوطنية الموحدة، التي كانت تصهر السوريين فيها، لأن هذه الممارسات تؤدي إلى الاقتتال على أساس مذهبي، وتشظية البنية الإنسانية، حتى أصبحت سوريا غير موحدة داخلياً على صعيد علاقة المكونات ببعضها البعض، وهذا هو أخطر أشكال التقسيم الداخلي، قبل التقسيم الجغرافي، لأن الجغرافي نتيجة فقط، للتقسيم الوجداني.

إذا كانت إيران وغيرها من أطراف على حرص بشأن وحدة سوريا، فعليها أن تتخلى عن سياساتها التي تؤدي إلى العنف، وإلى اقتتال السوريين، وتهجيرهم، فلا وصفة للحفاظ على سوريا موحدة، إلا وقف العنف.

ووقف تصنيف المكونات الداخلية، على أساس من هو مقرب، ومن هو مستهدف، إضافة إلى الخروج الكلي من هذا البلد العربي، وترك شؤونه الداخلية لأهله، حتى يقرروا مصيرهم، وبدون ذلك يكون الكلام عن وحدة سورية، على لسان من يعبثون بسوريا، مجرد شعار للاستهلاك.

نقلا عن “البيان”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً