اراء و أفكـار

أما آن لهذا التوحش من نهاية؟

يعجز الإنسان عن وصف ما جرى يوم أمس في مدينة عدن اليمنية، عندما استهدف الإرهابيون داراً للعجزة وقتلوا نحو 16 شخصاً، وجرحوا آخرين بعد أن أوثقوهم وقتلوهم رمياً بالرصاص.
هل هو توحش، أو همجية، أو إجرام، أوجنون؟ قد لا يتوفر في معجم اللغة العربية كلام يتناسب وحجم هذه الفعل الدموي الخبيث الذي يستحيل أن يقوم به بشر، أو حتى حيوان. فالذي فعلته مخلوقات لا علاقة لها بالإنسانية أو الأخلاق، فهي خارجة على كل دين أو قانون أو شرع.
كيف يمكن تصور أن يقدم «بشر» على اقتحام دار للعجزة ويقومون بقتل من في داخلها؟ وأي أخلاق أو دين يجيز قتل إنسان عاجز يحتاج إلى رحمة وشفقة وحماية ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه؟ أي بطولة هذه أن يقوم مسلحون بقتل عجزة أبرياء لا حول لهم ولا قوة بعد أن قاموا بتقييدهم؟
إنها جريمة يندى لها جبين الإنسانية تماثل تلك الجريمة التي ارتكبت داخل مستشفى العرضي بمجمع وزارة الدفاع في صنعاء يوم الخامس من ديسمبر 2013 عندما أقدم إرهابيو «القاعدة» على مهاجمته وقذفوا المرضى والأطباء والممرضين بالقنابل، ما أدى إلى مقتل 56 شخصاً، وإصابة 176 آخرين.
لطالما لجأ الإرهاب إلى ارتكاب عمليات دنيئة وخسيسة بهدف الترويع، من دون حساب لأية نتائج، وما إذا كان الضحايا بشراً وأبرياء، أو كانوا شيوخاً أو أطفالاً أو نساء.. هؤلاء يقتلون من أجل القتل، من دون وازع من ضمير أو أخلاق أو دين.. لأنهم تجردوا من كل هذه القيم وباتوا أسرى غرائزهم وبهيميتهم، وتعطشهم لسفك الدماء.
لقد تمادى هؤلاء في غيّهم وضلالهم، وباتوا يشكلون شراً مستطيراً لا يجوز التهاون معهم وبأفعالهم.. هؤلاء يداهمون العجزة في مآويهم، والأطفال في مهودهم، والمصلين في مساجدهم، والأئمة في محاريبهم، ويذبحون ويقتلون ويسبون باسم الدين الإسلامي الذي اختطفوه وقاموا بتزوير معانيه وتشويه مقاصده الإنسانية السامية.. هؤلاء هم آفة الدنيا والدين الذين لا يجوز التراخي معهم أو قبولهم في صفوف المسلمين.. هؤلاء فئة ضالة بات وجودها يشكل خطراً على الدين الإسلامي والعرب والمسلمين والعالم أجمعين.. واجتثاثهم بات فرض عين على كل مسلم وإنسان في هذا الكون.
هذه الفئة الضالة المحشوة بالكفر والفسق والعته والجنون صارت أخطر من الطاعون وكل الآفات التي شهدتها البشرية عبر العصور.. هي أنواع جديدة من الفيروسات الخبيثة التي خرجت من المختبرات السوداء وأقبية المخابرات كي تدمر الدين الإسلامي وتفتك بالبشر على حد سواء.
جريمة دار العجزة في عدن يوم أمس التي يندى لها الجبين قد تتكرر في أي مكان، وفي أي وقت طالما تجد المنظمات الإرهابية ملاذاً ودعماً وبيئة حاضنة.. ومواقف مزدوجة ومترددة.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً