اراء و أفكـار

وضوح في المواقف

خلال انعقاد «منتدى التعاون العربي الروسي الثالث» في موسكو، حدد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية عدة ثوابت في السياسة الإماراتية والعربية إزاء ما تتعرض له المنطقة العربية حالياً من تحديات ومخاطر، حيث يمثل الإرهاب بمختلف وجوهه خطراً داهماً يقتضي التصدي له جماعياً، إضافة إلى السياسات الإيرانية التي لم تنفك تشكل تهديداً للمنطقة العربية من خلال التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول العربية أو عبر قوى محلية هنا وهناك تحاول زعزعة الاستقرار في العديد من الدول العربية، وإثارة صراعات طائفية ومذهبية.
أكد سمو الشيخ عبد الله على أهمية العلاقات مع روسيا وضرورة تطويرها وضرورة الانتقال بها إلى مراحل متقدمة في مختلف الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والرياضية، كما أشاد بالموقف الروسي «الداعم لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والوصول إلى تحقيق الدولة الفلسطينية ودعم مبادرة السلام العربية».
وإذا كانت مسألة الإرهاب تحتل الأولوية في المواجهة لأن دولنا تعاني من خطره، فالمسؤولية جماعية لمواجهته ومواجهة مسبباته، وأي تقاعس أو أي مواقف ملتبسة أو مزدوجة تجاه الإرهاب تشكل بدورها عائقاً يخدم الإرهاب ويطيل أمده ويعزز خطره.
ولكي تكتمل المواجهة ويصبح لها قيمة وصدقية، فلا بد من أن يكون الموقف واضحاً وجلياً من الممارسات الإيرانية في الدول العربية، وما تثيره هذه الممارسات من مخاطر على مجمل الأمن العربي بموازاة المخاطر الإرهابية، وهو ما أشار إليه سمو وزير الخارجية من التعبير عن القلق من استمرار تدخل إيران في الشأن العربي، وذلك عن طريق دعم الجماعات الإرهابية، ودعم التطرف وعدم احترام سيادة الدول».
سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي كان يتحدث باسم دولة الإمارات وبقية الدول العربية، ويحدد المواقف بوضوح لا لبس فيها، وفي منتدى تشارك فيه إلى جانب العرب دولة كبرى هي روسيا التي تلعب دوراً في المعركة على الإرهاب وفقاً لرؤيتها السياسية والاستراتيجية، رغم اختلاف بعض المواقف معها إزاء تفاصيل الحل السياسي في سوريا.. لكن البيان المشترك أكد «أهمية تعزيز الحوار السياسي الرامي إلى تنسيق المواقف المشتركة في المحافل الدولية تجاه القضايا الإقليمية والدولية» ما يعني أن العلاقات مع روسيا تدعم وتتجه إلى المزيد من التفهم المشترك للقضايا التي تعني الطرفين.
والأهم في البيان المشترك أن روسيا وافقت على مضمون البيان فيما يتعلق بإيران، رغم ما يربطها من علاقات متطورة معها. ما يعني أن هناك تفهماً روسياً للموقف العربي من الدور الإيراني في المنطقة، وما يشكله من خطر وقلق، من خلال التأكيد على أن «العلاقات بين الدول العربية وإيران يجب أن تقوم على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام استقلال وسيادة وحدة أراضيها، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي، والامتناع عن استخدام القوة والتهديد بها».
في كل المؤتمرات والاجتماعات والمنتديات التي عقدت مؤخراً كانت الرسالة واضحة: حرب بلا هوادة على الإرهاب، وتحذير إلى إيران بعدم التمادي في اللجوء إلى سياسات خطيرة تهدد الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً