اخبار العرب والعالم

كيري يوجه تحذيرا مع قبول الأطراف السورية خطة الهدنة

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتحدث امام لجنة بمجلس الشيوخ في واشنطن يوم الثلاثاء. تصوير: يوري جريباس - رويترز.

 قبلت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة خطة لوقف الاقتتال اعتبارا من يوم السبت وحذرت الولايات المتحدة من أنه سيكون من الصعب الحفاظ على وحدة الدولة إذا لم يتوقف القتال.

ومع ورود أنباء عن معارك على عدة جبهات عبر معارضون تدعمهم السعودية عن شكوكهم في الاقتراح الذي يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وقال معارضون تدعمهم السعودية إن روسيا كثفت ضرباتها الجوية منذ الإعلان عن الخطة يوم الاثنين.

وقالت الحكومة السورية إن استمرار الدعم الأجنبي للمعارضة المسلحة قد يدمر الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة ستعلم قريبا ما إذا كانت الخطة ستتماسك.

وقال للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في واشنطن “البرهان سيظهر في الأفعال التي ستحدث في الأيام القادمة.”

وأضاف أنه إذا لم تتكشف عملية انتقال سياسي في سوريا فهناك خيارات لخطة بديلة في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة يعتقد أنها تشمل العمل العسكري.

وتابع قوله “سنعلم خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت عملية الانتقال هذه جادة… سيتعين على (الرئيس السوري بشار) الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية بشأن تشكيل عملية حكم انتقالي حقيقية.”

وفي مواجهة شكوك بشأن خطة وقف إطلاق النار قال كيري إن الأوضاع في سوريا قد تتحول إلى الأسوأ.

ومضى كيري يقول “ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول.”

وأصر كيري على أن واشنطن تعمل على إيجاد سبل تسلكها ما لم تنجح الجهود الدبلوماسية. وقال كيري “هناك مناقشة هامة تجري الآن بشأن خطة بديلة إذا لم ننجح على الطاولة.”

وقالت فرنسا إن قادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا عبروا عن أملهم في أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قريبا.

وجاءت الخطة نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات وقتلت 250 ألف شخص وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم فيما ساهمت في أزمة لاجئين في أوروبا.

لكن معارضين مسلحين يقولون إن استثناء الدولة الإسلامية وجبهة النصرة سيعطي الحكومة ذريعة لمواصلة مهاجمتهم لأن مقاتلي الجماعتين منتشرون في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة.

* حرب كلامية

وقالت الحكومة السورية التي تدعمها ضربات جوية روسية منذ سبتمبر أيلول إنها ستنسق مع روسيا لتحديد الجماعات والمناطق التي سيشملها “وقف الأعمال القتالية”.

وتعكس هذه المصطلحات الصعوبات التي تواجه استئناف جهود السلام مع عدم إحراز تقدم في محادثات جنيف وفشل وقف للاقتتال أعلن في 12 فبراير شباط.

وتصف الأمم المتحدة وقف الاقتتال بأنه مقدمة لوقف رسمي لإطلاق النار تأمل في التوصل إليه في المستقبل.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي “يتضمن وقف إطلاق النار آلية كاملة واتفاقات… اتفاقات موقعة بين الأطراف وهكذا.. هذا وقف للأعمال القتالية نأمل أن يطبق سريعا ويوفر متنفسا لاستئناف المحادثات بين السوريين.”

ويعترض الأسد على مصطلح “وقف إطلاق النار” ويقول إن هذا أمر يتم بين الجيوش أو الدول. وقال الأسبوع الماضي إنه لا يحدث بين دولة و”إرهابيين”. وعرض بدلا من ذلك “وقف الأعمال القتالية”.

وحول التدخل الروسي القوة الدافعة لصالح الأسد في الحرب التي قلصت إلى حد بعيد مناطق سيطرته لتقتصر على المدن الكبيرة في الغرب وعلى الساحل.

وقال السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إنه لا يعتقد أن روسيا مقتنعة بأنها ستواجه أي عواقب إذا أخفقت الخطة. وقال إنه يتوقع أن تواصل قوات الحكومة السورية مدعومة من روسيا بالسيطرة على الأراضي.

وأضاف كوركر “لا أعتقد أن روسيا تؤمن بأن أي شيء سيحدث. وأعتقد أنه لهذا السبب يواصلون تحقيق مكاسب.”

* طريق إمداد حلب

لكن تقارير ذكرت يوم الثلاثاء أن مقاتلي الدولة الإسلامية شددوا قبضتهم على خط إمداد إلى حلب كانت تستخدمه الحكومة السورية في حملتها الرامية للسيطرة على المدينة.

وذكرت تقارير أيضا أن ضربات جوية روسية كثيفة تستهدف أحد آخر الطرق المؤدية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

وتحقق دمشق مدعومة بقوات برية من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني تقدما قرب حلب التي تتقاسم السيطرة عليها قوات الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على قرية خناصر على الطريق الذي ظل مغلقا لليوم الثاني. وقال مصدر عسكري سوري لرويترز إن عمليات الجيش مستمرة لصد الهجوم.

وفي بيانها بشأن اتفاق وقف الاقتتال شددت دمشق على أهمية إغلاق الحدود ووقف الدعم الأجنبي للجماعات المسلحة “ومنع هذه التنظيمات من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها وذلك تفاديا لما قد يؤدي لتقويض هذا الاتفاق”.

*حصار ومساعدات وضربات جوية

قالت الحكومة في البيان “كما تتمسك الحكومة السورية بحق قواتها المسلحة بالرد على أي خرق تقوم به هذه المجموعات ضد المواطنين السوريين أو ضد قواتها المسلحة.”

وقالت الهيئة العليا للتفاوض الممثلة لجماعات المعارضة الرئيسية والمدعومة من السعودية في وقت متأخر يوم الاثنين إنها وافقت على المساعي الدولية لكنها قالت إن قبول هدنة مشروط بإنهاء الحصار المفروض على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن معتقلين ووقف الضربات الجوية ضد المدنيين.

وقالت الهيئة أيضا إنها لا تتوقع أن يوقف الأسد أو روسيا أو إيران الأعمال القتالية.

وقال مسؤول من وحدات حماية الشعب الكردية القوية لرويترز إن الوحدات التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلين من المعارضة قرب حلب “تدرس بجدية” الخطة الأمريكية الروسية لتحدد إن كانت ستشارك فيها.

وقالت تركيا- وهي داعم رئيسي للمعارضة- إنها ترحب بخطط وقف القتال في سوريا لكنها ليست متفائلة بأن تتمخض المحادثات بشأن الانتقال السياسي عن نتيجة إيجابية.

وقال مقاتل في صفوف المعارضة في منطقة حلب إنه لا يتوقع نجاح خطة وقف الاقتتال وإن الطائرات الروسية “لن توقف القصف”. – رويترز

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً