اراء و أفكـار

«الشيشاني» في ليبيا .. كيف ولماذا؟

إذا صحت المعلومات التي تقول بأن «أبو عمر الشيشاني» القيادي في تنظيم «داعش» الإرهابي وصل إلى مدينة سرت الليبية من سوريا لقيادة هذا التنظيم في ليبيا، فهذا يعني أن التنظيم يعدّ لمرحلة جديدة من المواجهات بعد تمكنه من توسيع رقعة وجوده هناك وخصوصاً في منطقة الهلال النفطي، وفي ظل تزايد الحديث عن عملية عسكرية غربية وشيكة ضد «داعش»، وقرب الإعلان عن حكومة وفاق ليبية تضع حداً للخلاف بين طرابلس وطبرق وتهيئ لعمل عسكري ضد التنظيمات الإرهابية بصفتها حكومة شرعية تحظى بالتأييد الدولي بحيث تتولى تقديم طلب رسمي بتدخل عسكري غربي، أي أن التدخل في هذه الحال يتم تحت مظلة الشرعية الدولية بطلب من الحكومة الشرعية الليبية.
المعروف أن «أبو عمر الشيشاني» وهو جورجي المولد مقاتل متوحش غامض اكتسب صيتاً سيئاً من خلال مشاركته بعمليات عسكرية في شمال سوريا وقيامه بأعمال قتل وذبح، ولديه قدرة على تجنيد أجانب في صفوف التنظيم، كان من بينهم البريطاني المعروف باسم «الذباح جون» الذي قتل في غارة جوية خلال العام الماضي.
تقول المعلومات إن «أبو عمر الشيشاني» وصل إلى سرت مع العشرات من المقاتلين قادماً من سوريا.. فكيف وصل إلى هناك ولا توجد حدود برية مشتركة بين سوريا وليبيا، وهو يحتاج إلى عبور البحر المتوسط والانتقال من شواطئه الشرقية إلى شواطئه الجنوبية؟ إذاً، هو وصلها إما بحراً وإما جواً، ولا شك أنه استخدم الأراضي التركية كمنطلق للعبور لأنه لا توجد حدود يمكن سلوكها إلا الحدود التركية باعتبار أنه لا يستطيع العبور من الأراضي الأردنية أو العراقية.
هذا يعني إذا صحت معلومات وصوله إلى ليبيا أن تركيا سمحت له باستخدام أراضيها وأنها ما زالت تقوم بدور «حاضنة» للإرهاب ونشره، والعمل على تقويض الدول العربية وتدميرها.
وصول الإرهابي «أبو عمر الشيشاني» إلى ليبيا يعني أن «داعش» يعيد تنظيم صفوفه، ورفدها بمزيد من المقاتلين المدربين والأكثر عنفاً وتوحشاً، والسعي لتوسيع رقعة تواجدها والاستعداد للحرب القادمة إذا ما قررت الدول الغربية القيام بعمل عسكري، وهذا يعني أن ليبيا تواجه مرحلة جديدة من العنف والقتل والتدمير، وأن الدول المجاورة هي الأخرى سوف تكون أكثر خطراً لأن إرهاب «داعش» سوف يتمدد، ولن تكون أية دولة لها حدود مع ليبيا بمأمن من شروره، نظراً لامتداد أذرع الإرهاب العابر للحدود والقدرة على التحرك من خلال خلايا نائمة وأخرى متأهبة.
علينا أن ننتظر، فالأيام القليلة القادمة بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الليبية الجديدة وكيفية تصرفها مع الرغبة الغربية في التدخل العسكري سوف تؤشر إلى الخطوة التالية، خصوصاً أن معلومات تتحدث عن وجود عسكري فعلي لبعض الدول الغربية على الأراضي الليبية تقوم بمهمة الاستطلاع تمهيداً للتدخل الواسع.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً