وحدة في مواجهة إيران
اعتادت إيران أن تلعب على أوتار التفرقة بين العرب ومحاولاتها التودد والتقارب مع البعض ضد البعض الآخر، وذلك وفق نهج دسائس التقسيم والتفرقة بين العرب الذي تنتهجه طهران منذ عقود طويلة مضت، لكنّ العرب دائماً متيقظون ومستوعبون لهذه السياسة العدوانية، ودائماً مجتمعون ومتفقون على تصنيف أعدائهم وأصدقائهم.
سواء على المستويات الرسمية أو غير الرسمية، وها هي الخلوة العربية الأولى التي انعقدت أمس الأول في أبوظبي، والتي جاءت بمثابة بيت للأمة يجمع العرب، التقى فيها وزراء الخارجية العرب وممثلو الوفود العربية والأمين العام للجامعة العربية، لمناقشة مشاكل الأمة العربية بشكل أقرب للملتقيات الأخوية وبعيداً عن الرسميات وبروتوكولاتها وتعقيداتها.
وبالطبع كانت إيران على رأس القضايا التي ناقشها الحضور، فهي الخطر الذي بات يهدد العرب جميعاً الآن، وخاصة دول الخليج العربية، ورغم ادعاءات طهران ومحاولاتها حصر مشاكلها مع العرب في دولة أو دولتين.
فإن الخلوة الوزارية العربية أكدت أن الجميع متخوفون من التهديدات والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول، ومن نهج تصدير الثورة وزرع الفتن الطائفية، ودعمها لتنظيمات ولجماعات إرهابية ضد الأنظمة العربية الرسمية.
على طهران أن تستوعب الدرس جيداً حتى لا تجد نفسها خارجة من حصار وعقوبات دولية لتدخل في حصار إقليمي عربي يعزلها من جديد، وسوف يكون بالقطع أسوأ من العقوبات الدولية.
نقلا عن “البيان”