اراء و أفكـار

شهادة ارهابية جديدة

أن تنظيم ” داعش ” الإرهابي يقدم كل يوم شهادة جديدة بأنه تنظيم دموي ذو مرجعية شيطانية كارهة للإنسان والحضارة وتتعارض مع كل القيم السماوية والإنسانية.. لا علاقة لها بأي دين بل هي مرجعية تسيء لكل دين خصوصا الدين الإسلامي الذي ترفع رايته وتشوه معناه وتقدمه للعالم نموذجا لاستباحة الإنسان وكرامته وحقه في الحياة من خلال ارتكاب مجازر لا يقدم عليها حتى الحيوان أو المصاب بعاهة الجنون.

و قالت الصحيفة في كلمة لها اليوم تحت عنوان ” شهادة إرهابية جديدة “.. إن الجريمة المروعة التي ارتكبها تنظيم ” داعش ” قبل يومين في بلدة البغيلية عند الضواحي الغربية لمدينة دير الزور السورية وراح ضحيتها أكثر من / 300 / رجل وامرأة وطفل وكهل واختطاف نحو / 400 / آخرين وسوقهم إلى جهة مجهولة .. تأتي في سياق نهج إجرامي متبع منذ ولادته المريبة بقصد ترويع البشر وحذفهم من الوجود لتثبيت أركان ” خلافة ” مزعومة بالحديد والنار والدم والفتاوى الكاذبة المزورة الخارجة على أي نص ديني.

وأضافت إنهم فعلوها من قبل في الموصل عندما انتهكوها قبل نحو عامين وفي سهل نينوى وسنجار والأنبار وقاعدة سبايكر وعشائر البونمر حيث نحروا الآلاف بالصوت والصورة وسبوا مئات النساء وباعوهن في أسواق النخاسة التي استحدثوها لتلبية غرائزهم الجنسية التي تحولت إلى هدف أسمى لإغراء آلاف الشباب الذين يغررون بهم ويغسلون عقولهم “ابتغاء الجنة والحور العين” .

وتساءلت الصحيفة .. أي عقل شيطاني عفن يدير هذه الفئة الضالة ويحدد لها مسارها وعملها ولا يتردد للحظة في ارتكاب كل شيء حرمه الله.

وقالت : ” فلنتصور أننا نقف أمام / 300 / إنسان يتم ذبحهم واحدا واحدا كالنعاج لا فرق بين رجل يتوسل الرحمة من أجل عائلته وبين طفل رضيع بريء يبكي ولا يعرف لماذا يذبح.. أو امرأة تحاول الدفاع عن أطفالها وتذبح بينهم بلا رأفة أو شفقة” .

كما تساءلت .. أي مخلوق هذا الذي يتلذذ بالقتل والذبح ولا يرف له جفن ولا تدمع له عين أمام هول ما يرتكب من جرائم ثم يرقص ويقهقه وسط بركة الدم .. ما هذا الكائن الكريه الذي لا ترتجف أصابعه وهو يضع السكين على رقبة طفل ويراه يتلوى والدماء تنفر من عروقه .. أليس له طفل أو أخ أو أخت أو أب.. كيف يتم نزع الرحمة وهي رحمة رب العالمين من قلوب هؤلاء السفاحين الهمج الذين وطأوا أرضنا على حين غرة ودنسوها بكل ما يتعارض وكل الشرائع وكل ما عرفته البشرية في تاريخها من أفعال شائنة ووحشية.

وأضافت ” الخليج ” : ” إننا في الواقع أمام كارثة أخلاقية وإنسانية تمتد مساحتها على مساحة العالم ونرى نماذجها يوميا على امتداد الأرض العربية وفي أوروبا وإفريقيا وآسيا على شكل هجمات انتحارية أو احتجاز رهائن أو تفجيرات أو عمليات قتل واختطاف وسبي تستهدف البشر والمؤسسات والأماكن العامة بغية ترويع العالم وأخذه رهينة بيد الإرهاب ” .

وأكدت أنه رغم ذلك فإن المواجهة لم ترتق إلى المستوى المطلوب الذي يكفل الانتصار عليه واجتثاثه لأن التعامل مع هذا الخطر لا يزال يخضع لازدواجية في المعايير ومستوى الخطر الذي يمثله وعلى أساس رؤية سياسية قاصرة ترى أنه ما زال بالإمكان المراهنة على الإرهاب لتحقيق مصالح خاصة.

و أعربت ” الخليج ” في ختام كلمتها عن أسفها لعدم بدء حرب فعلية على الإرهاب رغم وقوع مجزرة دير الزور وما قبلها وما بعدها.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً