اراء و أفكـار

الهمجية الروسية والجامعة العربية

داود البصري
وحشية غير مسبوقة تلك التي تنفذها الطائرات الإرهابية الروسية في ضرباتها المجرمة ضد الشعب السوري، وتفننها في أهراق دماء السوريين، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الأذى بالجماهير السورية ضمن إطار الدفاع المافيوزي الروسي عن النظام قاتل الأطفال، فالروس يرتكبون يوميا منذ أن قرروا توسيع نطاق تدخلهم في الشام لحماية النظام السوري من سقوط كان وشيكا، جرائم أثارت العالم وحفزت المنظمات الدولية على استنكارها وفضحها أمام العالمين، في عمليات القصف العشوائية والانتقامية التي طالت قوى المعارضة السورية الحرة وشملت المدنيين دون أن تصيب أهدافها الإرهابية المزعومة، فقصف الأسواق والتجمعات البشرية هو أكبر إرهاب دولة يمارسه الروس وهم يجربون أسلحتهم الحديثة بأجساد السوريين وعمليات القصف بالبراميل لا زال النظام يدير محاورها بمهارة وقذارة عرف بها وتميز أما استمرار تدفق العصابات الطائفية العراقية والإيرانية واللبنانية والأفغانية والباكستانية فهي مستمرة وتتصاعد في ظل أوسع وأقذر هجمة فاشية على الشعب السوري الحر!، ورغم الإنتقادات الدولية المتصاعدة لجرائم الروس وأصدقائهم من حلفاء النظام السوري إلا أن النظام السياسي العربي يظل حائرا وخائرا ومترددا وخنوعا!… فها هي جامعة الدول العربية يجتمع أعضاؤها وتصدر قرارات قراقوشية تلبي مطالب وشعارات وأهداف الحكومة العراقية التي هي أصلا صنيعة إيرانية، بينما لا نرى في قرارات وشعارات ويافطات الجامعة العربية أي ذكر للعدوان الهمجي الروسي أولرعاع وشذاذ آفاق الميليشيات الطائفية الإرهابية التي تقتل السوريين؟ كنا نتمنى فعلا أن يصدر موقف عربي شامل جامع ومانع من العدوان الروسي ولكن خاب الأمل للأسف مع إبتعاد الجامعة العربية كما يبدوعن الهم السوري والاكتفاء بالحديث عن مسائل سطحية فيما الشعب السوري يعاني من هجمة عدوانية أممية ظالمة تمارس خلالها مختلف أنواع الانتهاكات وبهدف كسر ارادة الثورة السورية وتعبيد الطريق لتسويق جديد لنظام القتلة في الشام الفاقد أصلا لكل شرعية والمتدحرج نحوالهاوية والجحيم، ترى ما الذي يمنع الجامعة العربية والمحيط العربي بشكل عام من إستنكار وإدانة ومقاومة الاحتلال الروسي للشام الذي جاء ليدعم التدخل الإيراني الوقح والمغذي لعصابات الارهاب الطائفية التي ذكرناها آنفا؟ولماذا التركيز والتشديد على قضايا فرعية وترك الهم والملف الأساس؟وكيف يمكن للجامعة العربية أن تكون معبرة عن أحوال الجماهير العربية وهي لاترفع الصوت عاليا ضد الهمجية والعدوان الروسي المجرم الذي يمارس سياسة الأرض المحروقة، ويكرر في الشام والمدن السورية الأخرى تجربته الميدانية في الشيشان والقوقاز وجمهوريات آسيا الوسطى!، الجامعة العربية بعد دخول الأسطول الجوي الروسي ورشقات الصواريخ الروسية العابرة للحدود على الخط لم تدع أبدا لاجتماع استثنائي أوحتى عادي لوزراء الخارجية العرب، ولم يكلف الأمين العام نفسه مهمة استنكار ورفض العدوان، بل فضل التحرك بعيدا، وحتى في خلال أزمة اقتحام أكثر من نصف مليون إيراني وأفغاني للحدود العراقية ودخولها للمدن العراقية ضمن إطار أجندة استخبارية معلومة ومكشوفة، لم نر أي دور للجامعة في استنكار الأمر ومتابعة دقائقه وتفاصيله بل أعتبروه وكأنه لم يكن، ويبدو أن الجامعة العربية تعيش في عالم وهمي غير الذي نعيشه ولم تعد متناغمة مع الأوضاع السائدة وتحولت لحمولة ثقيلة في ظل حالة الجمود وتصلب الشرايين التي تعاني منها !، فكل القصف الهمجي الروسي على رؤوس السوريين وكل أحذية الحرس الثوري الإيراني الثقيلة وكل مصائب الميليشيات الطائفية الإيرانية لم تحرك الآلة الإعلامية للجامعة العربية… نقول لأهل الجامعة العربية : (صحوا النوم يا باشاوات)!!!..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً