اراء و أفكـار

أسعار النفط

حسان يونس

انخفضت أسعار النفط الخام إلى ما دون حاجز الـ «40» دولارا، والذين يشتكون مرّ الشكوى، ويطالبون بخفض الإمدادات، لا يريدون أن يشملهم ذلك، وإنما يتطلعون إلى المنتجين الآخرين لتقديم مثل هذه التضحية.

الذين يعارضون خفض الإنتاج لا يفعلون ذلك من باب الدفع باتجاه خفض الأسعار، وإنما من باب الدفاع عن حصصهم الإنتاجية، وللإنصاف فإن أي خفض في الإنتاج يرتبط بوجود شركاء عقلانيين، على استعداد للتعاون، إذ أن أي خفض من جانب أحد المنتجين، يعني فراغا لن يلبث أن يملأه منتج آخر، ما لم تكن هناك استراتيجية واضحة متفق عليها.

في 1997 رتبت أوبك لسلسلة من التخفيضات وقد ساعدت المكسيك، غير العضو في أوبك، في إشراك فنزويلا في ذلك.

وفي 2001 تعهدت روسيا المنافس الرئيسي لأوبك، بعد شهور من المواجهة، بالانضمام إلى التخفيضات قبل أن تتراجع عن وعودها لاحقا.

وفي 2008 سارع جميع أعضاء أوبك إلى تأييد تخفيضات في الإمدادات قادتها السعودية مع تهاوي أسعار الخام في أعقاب الأزمة المالية العالمية.

ونتيجة لذلك تعافت الأسعار سريعا مما وفر رأس المال لاستثمارات جديدة في تقنية التكسير الهيدروليكي المثيرة للجدل التي أدت إلى قفزة هائلة في إمدادات النفط الصخري الأميركي.

وتسبب هذا المصدر الجديد للإمدادات إلى جانب التباطؤ في الصين في أحدث موجة هبوط للأسعار.

معظم دول أوبك، في كل ذلك، لا تريد تكرار أخطاء الماضي، وهي غير مستعدة على الإطلاق لأي تخفيضات سوف تتضرر منها دون أن يؤدي ذلك إلى رفع الأسعار مجددا، وحتى لو تم ذلك فإن المستفيد الأكبر هو الدول المنتجة التي لا تريد التعاون، والتي ستملأ أي فراغ في الطلب على النفط الخام، وهذا ينطوي على انتهازية لن يكون في مقدور الدول المنتجة الأخرى القبول بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً