اراء و أفكـار

أرقام مخيفة

الأرقام التي تصدر عن مراكز الأبحاث الغربية والمنظمات الدولية حول قدرات المنظمات الإرهابية وإمكاناتها العسكرية والقتالية ليست هينة على الإطلاق، فخلال السنوات القليلة الماضية وبسبب التهاون الدولي في التعامل مع هذه التنظيمات وغض الطرف أو التعامي عنها، وأحياناً دعمها لاستثمار عملها ودورها في تحقيق أهداف سياسية من جانب العديد من الدول، تمكنت هذه التنظيمات من استقطاب أعداد كبيرة من الإرهابيين من مختلف أنحاء العالم تتجاوز كل التقديرات، إضافة إلى حيازة كميات هائلة من الأسلحة المختلفة بحيث باتت إمكانية محاصرتها وهزيمتها أكثر صعوبة.
يؤكد تقرير نشرته مؤسسة «صوفان للاستشارات الأمنية» ومقرها نيويورك أن عدد المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا تضاعف إلى أكثر من النصف خلال عام ونصف العام، إذ سافر إلى البلدين خلال هذه الفترة ما بين 27 ألفاً و31 ألفاً من 86 بلداً، مقارنة ب 12 ألفاً العام الفائت، إضافة إلى توسيع رقعة الأرض التي احتلتها المنظمات الإرهابية، وهي الفترة التي أعلن فيها عن قيام التحالف الدولي لمقاتلة تنظيم «داعش » الإرهابي.

ماذا يعني ذلك في الحسابات العسكرية؟
يعني فشل الحملة الجوية في تقليص قدرات هذه المنظمات، أو إعاقة قدراتها، لأسباب عدة، من بينها عدم جدية الضربات في استهداف المفاصل الأساسية في مراكز القيادة والسيطرة، أي العصب الأساسي لشل إمكانات الخصم، وإبقاء الحدود مفتوحة من جهة تركيا لاستمرار تدفق المقاتلين الأجانب، وعدم ضرب شرايين الحياة للإرهابيين المتمثلة في تجفيف مصادر التمويل المالية، كالنفط والتبرعات، إضافة إلى التستر على الحواضن المدنية والدينية والإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي التي لم يفتر نشاطها في دعم الإرهاب والتحريض على التطرف.
يدعم تقرير «مؤسسة صوفان للاستشارات الأمنية» ما ذكره تقرير منظمة العفو الدولية من أن «تدفق السلاح غير المسبوق شكل مصدراً أساسياً لتسليح تنظيم «داعش»، وغذى بشكل غير مسبوق قدرته على تنفيذ هجماته الوحشية»، ودعت المنظمة إلى وضع ضوابط أكثر صرامة من أجل وقف الانعكاسات المقلقة لانتشار الأسلحة.
يتضح من ذلك، أن هناك دولاً ما زالت تزود الإرهابيين بمختلف أنواع الأسلحة، وأن عمليات تهريبه جارية على قدم وساق، وأن هناك تنسيقاً قائماً بين الدول التي تمول وتشتري السلاح والتي يمر عبر حدودها وبين المنظمات الإرهابية.. وإن كل ما يتردد عن تحالفات لمقاومة الإرهاب، إما أنه ذر للرماد في العيون للتغطية على استمرار الدعم وإما في إطار لعبة استخدام الإرهاب طالما لم تنته أغراض تشغيله واستخدامه، رغم خطورة مثل هذه اللعبة التي جربت في أفغانستان وكانت نتائجها كارثية على من مارسها وعلى العالم.
هذه الأرقام المهولة عن تزايد عدد الإرهابيين وإمكاناتهم التسليحية وسهولة الحصول على السلاح مؤشر خطير على عدم جدية كل ما يقال عن محاربتهم أو التصدي لخطرهم..
لعل دول العالم تقاتل الإرهاب بسيف دون كيشوت فقط..والمنظمات الإرهابية تعرف ذلك !!

– See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/detailedpage/cccfbbfb-ccf9-4f5c-a59c-94685366e9aa#sthash.ttjOgWhy.dpuf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً