اراء و أفكـار

الصين وأفريقيا.. تنمية في زمن الركود

أيمـن الـحـمـاد

فاجأت الصين الغرب قبل أن تفاجئ الأفارقة في القمة الصينية – الأفريقية التي عُقدت أول من أمس في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا عندما أعلن الرئيس الصيني تشي جين بينغ عن تقديم بلاده 60 مليار دولار من أجل التنمية في أفريقيا، في وقت تعلو فيه نبرة تشاؤم من خفوت النفوذ الصيني في القارة السمراء بسبب تباطؤ اقتصاد الصين الذي يربك كثير من الاقتصاديات الدولية.

وتجد الدول الغربية نفسها في موقف حرج جراء الحضور الصيني في هذه القارة التي استنزفها كثيراً الاستعمار الغربي، في حين تجد بكين ترحيباً كبيراً من قبل السياسيين في أفريقيا، إذ ساهمت الصين في تأسيس بنى تحتية ومشروعات تنموية عديدة في القارة التي تشكو عللاً مزمنة على رأسها انتشار الفقر والأمية والتخلّف والمرض.

مستقبل الصين في أفريقيا مرشح ليأخذ منحنى متصاعداً انطلاقاً من الانشغال الأوروبي والأميركي بملفات أكثر إلحاحاً وخطورة وتحديداً ملف مكافحة الإرهاب داخلياً وخارجياً، والذي ينخرط الغرب فيه شيئاً فشيئاً بشكل مضطرد، ما سوف يسمح لبكين بالتفرد خلال الأعوام القليلة المقبلة بالساحة الأفريقية، مع احتمالية أن يكون الإرهاب في الوقت نفسه مسوغاً للدول الأوروبية والغربية للتواجد أكثر في القارة السمراء بعد حدوث هجمات إرهابية هنا وهناك كان آخرها في مالي.

في وقت تعاني بعض الدول من صعوبة في إدارة استثمارتها في أفريقيا نرى الصين تدفع باستثمارات جديدة تعزّز فيه من اقتصادها المتباطئ، إلا أن إيمانها بالأهمية الاستراتيجية للقارة الأفريقية وغناها بالثروات وحاجتها يكرّس لدى الصينيين ضرورة التمسك بالمنجزات التي تحققت، ويضع عليها أعباء في الحاضر والمستقبل الأفريقي من أجل المساهمة في إرساء الاستقرار وتهيئة مناخات تنطلق فيها هذه الدول نحو مصاف الدول الطبيعية، وإلا أدى ذلك إلى اعتبار أن الإسهام الصيني لم يتعدّ علاقة تجار بزبون.

إن إمكانية قيام تحالفات سعودية – صينية من أجل الاستثمار في أفريقيا خيار قد يبدو جيداً إذا ما أردنا تنويع استثماراتنا؛ لاسيما في ما يتعلق بالجانب الزراعي والصناعي انطلاقاً من التجربة الصينية في السوق الأفريقية، خصوصاً أن المملكة اليوم لديها الرغبة في الانخراط بشكل مؤثر في دول شرق أفريقيا تحديداً وتعزيز التعاون معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً