اراء و أفكـار

النظام الإيراني وتفجير الوضع السوري!

داود البصري
الاجتماعات واللقاءات الدولية الجارية بتسارع كبير ووفق آليات محددة من أجل إنهاء الوضع السوري المتفجر منذ خمسة أعوام يبدو أنها اليوم تقف على مشارف تحقيق نتائج معينة وفقا لتصريحات وزير الخارجية التركي الذي أشار لعملية سياسية تنتهي بانسحاب الرئيس السوري بشار الأسد من العملية السياسية والرحيل بعيدا وفقا لترتيبات معينة!، بصرف النظر عن مدى مصداقية تلكم التصريحات أو إمكانية تطبيقها ميدانيا على الأرض من قبل النظام السوري الحريص غاية الحرص على البقاء في السلطة حتى النهاية و اعتبار سورية إرثا عائليا خاصا! ، فإن أول المواقف الإقليمية الخطرة التي تلعب بالنار و تنفخ في أبواق القتنة، وتعمق جروح المأساة، و تمعن في تمزيق الوضع الداخلي السوري، وتسوق للكوارث والمجازر اليومية، وتفعل نيران الحقد، هو الموقف الإيراني العدواني والفظ في التدخل البائس والمريض في الوضع الداخلي السوري من خلال التصريحات العدوانية والرثة لمساعد وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان الذي يرفض المساس بوضع رئيس النظام السوري ويصر على استمراريته بصلف وعناد و تجبر غريب ، وكأن سوريا من بقية أملاك أهله!!، أو أن شعبها تابع لولاية وليه الفقيه، أو أن السوريين ليس لهم رأي ولا قرار إلا من خلال الفلتر الإيراني.
تصريحات عبد اللهيان فيها من عناصر المغامرة والعبث الشيء الكثير!، وهي تصريحات غير مسؤولة بالمرة وتعبر حقيقة عن المنهج الرسمي الإيراني العدواني الذي يهدف لتحويل الشام والأرض السورية لمنطقة قتل وقتال وميدان رماية جلب معه من خلالها كل ضباع الأرض والعصابات الطائفية، اللبنانية، والعراقية، والأفغانية، ثم جاء الدور العدواني الروسي ليكمل المهمة الإيرانية القذرة، ويضيف لها أبعاد درامية شائكة ومؤلمة، فالإصرار الإيراني على بقاء بشار الأسد والدفاع عن وجوده أمر لاعلاقة له بمصالح ومستقبل الشعب السوري ، بقدر ما يتعلق الأمر بالدفاع المصيري عن المصالح الإيرانية، وهي مصالح مرتبطة أساسا باستمرار وجود وبقاء بشار شخصيا!، لكون النفوذ الإيراني الواسع في الشام لم يتحقق ويتمدد إلا من خلال العائلة الأسدية، وغياب بشار عن الساحة سيعني تلقائيا إنتهاء وإضمحلال النفوذ الإيراني في الشرق القديم بالكامل، وسينتهي واقعيا المحور الرابط مع »حزب الله« اللبناني، وستكسر القاعدة التي حققتها إيران بجعل الجندي الإيراني يتحرك بحرية من أبواب كابول الأفغانية ، مرورا ببغداد ودمشق وحتى بيروت على المتوسط، وينتهي الحلم التبشيري والامبراطوري المعمم لنظام طهران وتتراجع خطوط الدفاع الإيرانية للعمق الإيراني ذاته ، فالساحة العراقية ورغم الوجود الإيراني المؤثر هناك تحمل إرهاصات متغيرات حقيقية قادمة قريبا ستقلب كل الصورة الستراتيجية الراهنة ، فإيران مهما فعلت ومهما عبأت وحشدت وضخت في عروق العصابات الطائفية العراقية أو التابعة لها فإن العراقيين يكرهونها بشدة وينتظرون ساعة الصفر، وبعد استكمال الترتيبات الداخلية والإقليمية للإجهاز النهائي على نفوذ إيران وغلمانها في العراق.
الإيرانيون يعلمون هذه الحقيقة جيدا و يعون أن نهاية نفوذهم في الشام معناه إنحسارهم عن سماء الشرق، لذلك نراهم يرسلون نخبة قواتهم وقادتهم لقتال الثورة السورية ويبذلون الغالي والنفيس، ويقدمون الخسائر الرهيبة للدفاع عن نظام مفلس حانت نهايته ولا يستطيعون لا هم ولا آلتهم الحربية المهانة ولا مرتزقتهم من منع الكارثة التي ستحل على مصالحهم، إن الإيرانيين اليوم يمارسون جرائم إبادة ممنهجة ضد الشعب السوري وصولات وجولات قائدهم المهزوم والفاشل السردار قاسم سليماني الذي هو فعليا وزير الدفاع التنفيذي لعصابات العراق والشام الطائفية أو من خلال نوابه الإرهابيين هادي العامري وأبو مهدي المهندس، لن تنفعهم أبدا في مواجهة المصير الأسود والهزيمة الفاضائحية التي تواجههم في الشام، والنظام الإيراني لم يعد يمتلك من خيارات سوى الاستمرار في تفجير الأوضاع السورية، وهو خيار فاشل سيدفعون ثمنه غاليا و سيشربون من جديد كؤوس السم الزعاف والنتائج التي ستترتب على ذلك.. مرحلة حاسمة لهزيمة إيرانية حتمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً