اراء و أفكـار

الكيان العصابة

هذا الكيان الذي يطلقون عليه «واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط»، ويسمى «إسرائيل»، ليس أكثر من تجمع للعصابات مدجج بالسلاح والعنصرية، يمارس البلطجة والعدوان، ويحظى بدعم من دول غربية تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، بل تعطي لنفسها التفويض بإصدار شهادات لدول العالم حول مدى التزامها بحقوق الإنسان.
المشهد الذي تابعه العالم قبل يومين لعصابة من «المستعربين» وهي تقتحم مستشفى في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وتقوم بإعدام شاب فلسطيني داخله واعتقال أحد الجرحى، يقدم صورة حقيقية عن ماهية هذا الكيان منذ أن تم زرعه في قلب الوطن العربي ليكون قاعدة استعمارية متقدمة تمارس شتى أشكال الإرهاب والعدوان لحماية المصالح الغربية.
لم يحصل أن قامت دولة عضو في الأمم المتحدة بمثل هذا الفعل الذي لا تقوم به إلا عصابة على غرار ما تقوم به عصابات «المافيا» أو «الكاوبوي»، أو مجموعات المرتزقة أو قطاع الطرق أو القراصنة.
هذا سلوك «دولة» خارجة على القانون تمارس الإرهاب علانية ولا تلتزم بقانون دولي أو شرعية، أو حقوق إنسان، أومعاهدات ومواثيق إنسانية لها صلة بحماية المستشفيات والمؤسسات الصحية، أو حماية المدنيين والجرحى.
هي جريمة مكتملة الأركان موثقة بالصور، تدين مرتكبيها من دون محكمة وقضاة ومحامين.. وتستكمل مئات الجرائم المماثلة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية منذ ما قبل قيام الكيان كأمر واقع.
لم تكن ولادة هذا الكيان في الأساس ولادة طبيعية، إذ قام نتيجة مؤامرة مركبة شاركت فيها القوى الاستعمارية المتحالفة مع الصهيونية، وخصوصاً بريطانيا، ومن خلال عصابات مسلحة تم استيرادها إلى فلسطين، وحملت أسماء مثل«شتيرن» و«الهاغانا» و«الأرغون» وغيرها، وهذه العصابات أقامت «دولة»، وهذه «الدولة» استبدلت أسماء العصابات ب«جيش الدفاع» و«الموساد» و«الشاباك»، مهمتها تنفيذ سياسات تقوم على العدوان والعنصرية والإبادة، ولكل فرع من هذه العصابات مهمة يقوم بها لكنها تتكامل وتصب في مجرى واحد اسمه العنصرية الصهيونية وهي الوجه الحديث للفاشية.
جريمة مستشفى الخليل تذكرنا بجريمة إحراق عائلة الدوابشة وبجريمة الطفل محمد أبو خضير، وبالجرائم التي ترتكب الآن على اتساع الساحة الفلسطينية ضد الأطفال الفلسطينيين وبدم بارد بقرار رسمي من حكومة الكيان، كما تذكرنا بمئات الجرائم التي ارتكبها الكيان على مدى سنوات الصراع داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وفي الدول العربية.
لم يكن بمقدور هذه العصابات أن ترتكب مثل هذه الجرائم وتفلت من العقاب لولا أنها واثقة بأن جرائمها تلقى الدعم والتأييد من قوى تماثلها في القيم اللاأخلاقية التي تقوم على العنصرية والإبادة وتوفر لها الحماية اللازمة من المساءلة والحساب.. بذريعة «حق الدفاع عن النفس» وهو القول الأثير للرئيس أوباما وأركان إدارته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً