اراء و أفكـار

حل الدولتين

البيت الأبيض لا يرى أن حل الدولتين في فلسطين سيتحقق خلال الفترة المتبقية من إدارة الرئيس أوباما.

العجيب في هذا التصريح أن دلالته التضمينية ترى أن الآخرين كانوا يتوقعون أن يتحقق ذلك في عهده. لم يتوقع أحد ذلك، إلا البعض ربما، في أشهره الأولى للسلطة حينما ألقى خطابه الشهير في القاهرة ووعد بالعمل لقيام الدولة الفلسطينية. وبعد ذلك بفترة لم تكن طويلة لم يتحقق التفاؤل. السبب واضح وجلي، فكل تصرفات الإدارة الأمريكية كانت بشكل مباشر أو غير مباشر تدعم سياسات الحكومة «الإسرائيلية»، والأخير منها كان أمس الأول حينما اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما سماه «العنف الفلسطيني» هو المشكلة، وحينما أكد أن من حق الكيان أن يدافع عن نفسه.
الكيان المدجج بكل الأسلحة الأمريكية الحديثة التي وعده الرئيس الأمريكي بالمزيد وبالكثير منها في قابل الأيام، والذي لم يتوقف عن قتل الفلسطينيين في كل مكان، يعتبر الرئيس الأمريكي أنه معتدى عليه من متظاهرين يرمون الحجارة، أو حوادث طعن فردية. ما هو التحيز إن لم يكن هذا؟ وما هو التشجيع على بقاء الاحتلال وعلى مزيد من الانتهاكات إن لم يكن هذا؟
لكن هذا التحيز وهذا التشجيع لم يتوقفا في ظل كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بل هو ازداد طوال مدة إدارة أوباما. أما الخلاف بين نتنياهو وأوباما فجزء منه شخصي من جراء تطاول رئيس الوزراء «الإسرائيلي» على الرئيس الأمريكي، بل إن جزءاً مهماً منه يتصل بسذاجة نتنياهو حينما تصور أن بإمكانه أن يتدخل في قرارات أمريكا الاستراتيجية.

حينذاك تلقى صفعة من الإدارة ولم ينفعه تدخل اللوبي الصهيوني.

أما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فلم يتغير أي شيء في ذلك، فالكيان هو الذي يرسم هذه السياسة والإدارة الأمريكية تبارك، وتحاول أحياناً أن تلطف من غلواء نتنياهو بما لا يؤثر في صدقيتها في المنطقة. فنتنياهو لم يتوقف لحظة عن بناء المستوطنات، وعن محاولة زعزعة الوجود الفلسطيني في الأقصى تمهيداً لتقسيمه أو حتى هدمه. والإدارة الأمريكية لم تتوقف عن دعمه بكل احتياجاته العسكرية وغيرها بالرغم من بعض الضجيج حول المستوطنات، وبالرغم من مزاعم حرصها على الوصول إلى حل للدولتين.
لقد وصل بناء الوقائع «الإسرائيلية» على الأرض الفلسطينية حداً لم يعد معه يصدق أحد غير السذج أن هناك مجالاً حقيقياً لقيام الدولتين. أما الدولة الواحدة فنتنياهو وغيره يعتبرونها انتحاراً. الخيار الوحيد الذي يؤمن به أمثال نتنياهو وهم الأكثرية في الكيان هو كيفية التخلص من الفلسطينيين.
وهم من أجل ذلك يواظبون على العمل ليل نهار للوصول إلى هذا الهدف.

– See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/detailedpage/3ecde0d3-d8ec-408b-ab62-e1c0ff6a03dd#sthash.BM92wr4K.dpuf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً