الاقتصاد

موقع اقتصادي: تراجع رؤوس أموال المشاريع الكبرى في العراق بواقع 148 مليار و500 مليون دولار بعد دخول تنظيم داعش صيف 2014

الصاد

كشف موقع اقتصادي معني برصد الوضع بالشرق الأوسط، يوم امس ، عن تراجع رؤوس أموال المشاريع الكبرى في العراق، بواقع 148 ملياراً و500 مليون دولار، بعد استيلاء (داعش) على الموصل صيف 2014 المنصرم، نتيجة المخاوف الأمنية، وفي حين بين أن استمرار “الأزمة الحادة” بالموازنة الاتحادية أكثر ما يقلق المستثمرين في مشاريع البنى التحتية الكبرى، حذر من أن عدم تخصيص الأموال اللازمة لتطوير الحقول النفطية بالبصرة سيؤدي لآثار “سلبية خطيرة بعيدة الأمد”، تفاقم أزمة الموازنة.

جاء ذلك في تقرير نشره موقع مييد MEED لرصد الأنشطة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، وتابعته (المدى برس).
وقال الموقع، إن “رؤوس أموال المشاريع الكبرى في العراق، انكمشت بنسبة 28.6 بالمئة، منذ سيطرة تنظيم داعش على الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد، في حزيران 2014 المنصرم”، مشيراً إلى أن “قيمة تلك الأموال انخفضت من 518 ملياراً و600 مليون دولار، إلى 370 ملياراً و100 مليون دولار فقط”.

وحذر (مييد)، من “التأثيرات السلبية بعيدة المدى على الاقتصاد العراقي، في حال استمرار تأخير تنفيذ المشاريع النفطية في البلد”، عازياً أسباب “الموجة الأولية في إلغاء بعض المشاريع أو إرجاء العمل بها، إلى مخاوف تتعلق بالوضع الأمني، لأن بعضها يقع في مناطق يحتلها داعش، أو ضمن نطاق تهديدات تعرضها لهجمات محتملة من قبل ذلك التنظيم”.

وعد MEED، أن “أزمة الميزانية المستمرة في بغداد، من أكثر ما يقلق المستثمرين في مشاريع بنى تحتية كبرى في العراق”، معتبراً أن تلك “الأزمة ناجمة عن التكاليف الباهظة للحرب ضد داعش، والهبوط الحاد في أسعار النفط العالمية، التي تشكل تسعين بالمئة من واردات الحكومة العراقية”.
وكشف الموقع، عن “قيام وزارة النفط العراقية، في السادس من أيلول 2015، بتحذير شركات النفط العالمية المنفذة لمشاريع تطوير الحقول جنوبي البلاد، من أن الحكومة قلصت بنحو حاد، تخصيصات الوزارة المالية، ومشاريعها، بسبب العجز في موازنة الدولة الناتج عن هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية”، مبيناً أن ذلك “أدى إلى تأخير تنفيذ مشاريع النفط والغاز في حقول البصرة، برغم أنها تبعد أكثر من 400 كم عن المناطق التي يتواجد فيها تنظيم داعش، وذلك من جراء مراجعة بغداد نسب إنفاقها على مشاريع القطاع النفطي”.

وأوضح مييد، أن “البصرة تشكل المورد الرئيس لاقتصاد العراق، حيث يشكل إنتاج حقولها أكثر من ثلثي إنتاج البلاد من النفط الخام”، معتبراً أن “الفشل بتخصيص ميزانية عاجلة لديمومة تنفيذ تطوير الحقول الخاصة بتعزيز الإنتاج سيؤدي إلى آثار سلبية خطيرة بعيدة الأمد، على مجمل اقتصاد البلاد”.
وخلص MEED، إلى أن “تعثر مشاريع تنمية الحقول النفطية، أو عدم تنفيذها كما هو مرسوم لها، يعني عدم إمكانية زيادة إنتاج النفط بحسب التوقعات، فضلاً عن تأثر العوائد المادية المستقبلية للحكومة العراقية، ما يفاقم المشاكل الحادة للموازنة العراقية”.

يذكر أن (داعش) استولى على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في(العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، قبل أن يمد نشاطه “الإرهابي” إلى مناطق أخرى في كركوك، وديالى وصلاح الدين والأنبار، تقدر بثلث مساحة العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً