لوحة فسيفسائية تحاكي أحداث الثورة السورية
يصر السوريون على التمسك بثورتهم التي انطلقت سلمية وحولها النظام عبر ممارساته القمعية والاعتداء على المتظاهرين السلميين إلى ثورة مسلحة، واختار أهالي كفرنبل في ريف إدلب فسيفساء فنية للتعبير عن هذا الإصرار.
وتتحدث اللوحة -التي تحمل عنوان “بانوراما الثورة”، ويبلغ طولها نحو 24 مترا، وعرضها 130 سنتيمترا- عن مجريات الثورة منذ اندلاعها وحتى اليوم، ويعمل على إنجازها نحو 35 فناناً من أبناء مدينة كفرنبل، وتحمل صوراً لرموز من الثورة وإعلاميين وقنوات فضائية شاركت الشعب السوري هموم الثورة.
وقال أحمد البيوش المدير التنفيذي لمشغل “الموزاييك” الذي ينفذ اللوحة إنها “تجسد بانوراما الثورة السورية في تتابع صورها التي رسمت بتسلسل يحاكي التسلسل الزمني للثورة السورية، بدءا بالتظاهر السلمي، ووصولاً إلى يومنا هذا، واستشراف مستقبلها، مرورا بأحداث كانت مفصلية.
شخصيات الثورة
وضعت صور لشخصيات شاركت في الثورة منذ البداية، ونقلوا صورتها الناصعة إلى العالم الخارجي عبر وسائل الإعلام، وكذلك من ضحوا بدمائهم من أجل استمرارها.
وأشار البيوش إلى أنهم قاموا بوضع رسومات تعبر عن حال الشعب السوري المكلوم، وشعارات القنوات الفضائية التي شاركت الشعب السوري همومه ونقلت معاناته. وتتشكل اللوحة من أكثر من مليون قطعة حجرية، واستمر العمل بها شهورا.
وقال عبد الله البيوش المسؤول عن صناعة لوحة الموزاييك للجزيرة نت إن “الموزاييك فن وحرفة قديمة قدم التاريخ أعيد تجديدها في مدينة كفرنبل منذ أكثر من عشرين عاماً، وكانت مصدراً لرزق أهلها والمنطقة عند انطلاق الثورة”.
موسوعة غينيس
وأضاف البيوش أن العمل بهذه المهنة تراجع نوعا ما بسبب الحصار الذي فرضه نظام الأسد طوال سنوات الثورة، وبمساعي القائمين على ذلك الفن أعيد تجديده، وبدأ العمل بجهود وحرفية أكبر.
وأشار البيوش إلى أن هذه اللوحة الفسيفسائية التي تجسد مراحل الثورة منذ البداية مرشحة للدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية بوصفها أكبر لوحة فسيفسائية في العالم.
وحضر العشرات من الناشطين الإعلاميين والميدانيين ووفود من الجهات الثورية وكتاب وشعراء موعد كشف النقاب عن اللوحة التي استغرق العمل فيها أكثر من عام.
وقال الناشط الإعلامي هادي العبد الله إن اللوحة رسالة للعالم بأننا ما نزال مستمرين في الثورة، حيث يعتقد البعض بأننا تحولنا إلى إرهابيين كما تروج بعض وسائل الإعلام العالمية