اراء و أفكـار

بلطجة «إسرائيلية»

يجيد القادة الصهاينة في علاقاتهم الدولية دور «البلطجية» الذين يمارسون الابتزاز للوصول إلى غايتهم وتحقيق أهدافهم، ونجحوا في ذلك إلى حد كبير من خلال استخدامهم «معاداة السامية» أو «الهولوكوست» أداة تخويف للدول الغربية لحملها على الرضوخ إلى مطالبهم.
تمكن القادة الصهاينة من تحويل بعض المظالم التي تعرض لها اليهود في أوروبا إلى سلاح إيديولوجي ووسيلة ابتزاز، وإلا فإن سيف «معاداة السامية» جاهز للانقضاض على كل من يعترض أو يرفض الابتزاز.
هذا الابتزاز بالقوة يماثل الربا الذي أجاده اليهود، والذي تم التعبير عن بعض أوجهه من خلال المرابي «شايلوك» في مسرحية شكسبير «تاجر البندقية».. وفي أدوار المرابين اليهود في أوروبا بدءاً من القرن الحادي عشر الميلادي، خصوصاً في بريطانيا وفرنسا وبولندا، حيث وقع الملايين في براثن المرابين الذين تمكنوا في وقت قصير من امتلاك عشرات القرى والمدن والمؤسسات.
وزير الحرب الصهيوني موشيه يعالون في واشنطن حالياً لممارسة دور «البلطجي».. على خلفية الاتفاق النووي مع إيران!
«إسرائيل» تريد أن تقبض ثمن الاتفاق لأن الإدارة الأمريكية لم تأخذ بموقفها وخرجت على طاعتها، وهذا له ثمن ولن يمر مرور الكرام.. والثمن، المزيد من طائرات «اف-35» المتطورة التي لم تحصل عليها أي دولة في العالم خارج الولايات المتحدة، والمزيد من البطاريات المضادة للصواريخ، ومنح «إسرائيل» المزيد من المساعدات المالية أكثر مما تحصل عليه سنوياً منذ العام 2008 أي 3.1 مليار دولار، عدا المساعدات غير الرسمية من ذخائر وفائض أسلحة، والمساهمة في تطوير منظومة صواريخ القبة الحديدية.. وبالطبع لن تستطيع واشنطن رفض الأوامر «الإسرائيلية».
أما حديث يعالون خلال وجوده في واشنطن عن الخطر الثلاثي الذي يواجه «إسرائيل» وهو الإرهاب والصواريخ والأسلحة النووية.. فبقدر ما يتضمنه هذا الكلام من كذب ونفاق، فإنه مدعاة للضحك والسخرية، لأن «إسرائيل» وحدها تمتلك ترسانة أسلحة نووية تهدد أمن وسلام كل دول المنطقة، وهي وحدها مع وجهها الآخر «داعش» يمارسان الإرهاب بكل أشكاله، ثم إن ما تمتلكه من صواريخ متنوعة الأشكال والأحجام لا يحتاج إلى تفاصيل.. إلا إذا كان المطلوب أن تمتلك لوحدها شتى أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، فيما يكفي غيرها من الدول أن تمتلك العصي.
نحن في الواقع أمام عدو «بلطجي» ومنافق ويمارس الربا السياسي بوقاحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً