اراء و أفكـار

لماذا الشرق الأوسط وليس مكاناً آخر؟

المتمعن في خريطه العالم يصل الي نتيجه مفادها ان الشرق الاوسط يعيش حاله تفرديه تجعلنا نتساءل عن مسبباتها وتعليلاتها، فالاضطراب والفوضي غير المسبوقين يجعلان المنطقه من اشد المناطق توتراً واكثرها توحشاً علي الاطلاق.. يزيد علي ذلك حاله الاستقطاب الهائله التي تعانيها المنطقه من الدول الكبري التي تتدخل في شؤونها، كما لو كانت تملك مجالاً مغناطيسياً قوياً او جاذبيه اكثر من اي منطقه اخري حول العالم.

في الشرق الاوسط ازمات ومشاكل كما في كل العالم، فهناك حروب اثنيه ودينيه وارهاب وديكتاتوريات وتخلّف واميه، بل ان قاره مثل افريقيا لا ينافسها احد في السيئات التي ذكرنا مسبقاً، فالقاره السوداء منسيه ومسكونه بمصائب تحتم علي الدول الفاعله ان تتدخل وتعمل علي انقاذها من مشاكلها، لكنها لا تقوم بذلك ولا تفعل، الا اذا احسّت تلك الدول القويه انها مهدده، فانتشار مرض ايبولا مثلاً في غرب افريقيا استفز العالم اجمع؛ لان المرض بلغ اوروبا واميركا، فتنادت مراكز الابحاث والمنظمات الصحيه من اجل ايقاف زحف هذا المرض الشرس وهو ما حصل.

اذاً فمنطلق التدخل هنا يتعلق بمدي انعكاس الضرر الحاصل في المنطقه علي تلك الدول في المدي القريب والبعيد، وبما ان الشرق الاوسط موقع ثقل سياسي واقتصادي وحتي ثقافي، فان الاستراتيجيات والخطط والروئ والدول تتنازعه وترهقه، فالجاذبيه التي يملكها لا تجدها في قاره كاميركا الجنوبيه او اطراف اسيا مثلاً، كما ان الارث الذي يحمله علي المستوي الثقافي بما فيه الديني، يكاد يكون مقلقاً لباقي الدول التي تدرك التاثير الذي بلغته الحضاره الاسلاميه التي اعتمدت التسامح والوسطيه والاعتدال كمنهج حياه، فلم يكن الاسلام يوماً الا حضارياً، لذا فان اضعافه وتخفيف اثره وتشويهه من خلال مشروعات سياسيه وثقافيه يبدو امراً واضحاً، فلماذا لا نسمع عن تقسيم الدول الا في الشرق الاوسط؟ ثم ان الحجه التي يسوقها الغرب في هذا المشروع هو منع الاصطدام علي اساس اثني وديني، لذا فان فض هذا الاشتباك – كما يعتقد الغرب – لا يتم الا باعتماد التقسيم كحل جراحي يقضي علي هذا الشكل من اشكال الصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً