اراء و أفكـار

مخرج نجاة إسرائيلي

تسعى إسرائيل بكل الوسائل إلى وقف هبات الانتفاضة الثالثة تخوفاً من تحولها إلى انتفاضة شاملة، لا تريدها ولا تحتمل كلفتها الأمنية والسياسية.

من أجل هذه الغاية تحاول إسرائيل عبر كل العواصم البحث عن مخرج نجاة يتمثل بإطلاق مفاوضات السلام من أجل إعادة جدولة الأوهام المتعلقة بالوعود الإسرائيلية، فيما الكل يعرف أن مفاوضات السلام باتت مجرد فسحة زمنية لإسرائيل لإكمال مخططاتها بتهويد مدينة القدس وتغيير واقعها الديموغرافي وصولاً إلى مخطط هدم الأقصى، أو تقاسم الحرم القدسي زمانياً ومكانياً، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات.

إن إعلان إسرائيل البارحة عن السماح لكل الأعمار بالصلاة في المسجد الأقصى، مجرد دواء مؤقت تريد عبره إسرائيل تنفيس الغضب وامتصاص الاحتقان الشعبي، برغم أن القضية ليست مجرد قضية صلاة في الأقصى، بل قضية الأقصى ذاته المهدد وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ودرة الدولة الفلسطينية.

إن إعادة جدولة الأزمات لا يمكن أن يحلها جذرياً، ولا بد من حلول عميقة تتلخص بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه ودولته، التي عاصمتها القدس، وإزالة كل العراقيل الإسرائيلية في وجه المشروع التحرري الفلسطيني، ورفع العوائق، ووقف الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى، وإقرار إسرائيل بالقرارات الدولية والاتفاقات، وبغير ذلك، تشتري إسرائيل الوقت، حتى ترتاح، وتستكمل مخططها، دون أي ردود فعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً