اخبار منوعة

سمكة أسترالية تقطع الصحراء بحثاً عن الحب

سمكة

تمثل المياه الضحلة، بل الشحيحة، التي تجري على أرض قاحلة كل الدوافع والشجاعة التي تحتاجها سمكة الصحراء القوبيونية. بحيث تحتاج السمكة الصغيرة، التي يقول العلماء أن قدراتها في السباحة رديئة إلى متوسطة، فقط إلى بضعة سنتيمترات من الماء لتتنقل من جدول معزول موحل إلى آخر.

وتوفر منطقة الأنهار الصحراوية الواقعة على الحافة الجنوبية من بحيرة “ايري” في “مركز الحمراء الأسترالية”، بطبيعتها مجرد بضعة سنتمترات من الماء، هي كل ما تستطيع سمكتنا الحصول عليه.ولكن قدرتها على التحرك بسرعة كبيرة وبطريقة انتهازية، عندما تأتي مياه السيول أحياناً، تثير اهتمام الباحثين.(بحيرة تحوي أسماك الصحراء القوبيونية.

وتستفيد هذه الأسماك من السيول للانتقال من البحيرات الطبيعية المعزولة، مثل هذه البحيرة الربيعية، وصولاً إلى شركاء للتزاوج. صورة: ديفيد تشابل/الغارديان)وعلى صعيد متصل، قالت المرشحة لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة موناش الاسترالية، كريستينا موسوب، لمكتب الغارديان في أستراليا: “إن ما نعتقد أنها تقوم به هو أنها تستفيد بسرعة كبيرة من كميات الأمطار القليلة جداً”.

وأضافت: “وكلما واتت فرصة حدوث بعض السيول التي تربط بين هذه البرك الصغيرة، والتي تكون منفصلة عن بعضها البعض قبل ذلك، تغتنم الأسماك الصحراوية الصغيرة الفرصة، بل وتغتنمها جيداً أيضاً”.في الواقع، أمضت موسوب وشركائها في الدراسة السنوات القليلة الماضية يتوجهون إلى بحيرة “ايري”، في مركبة ذات دفع رباعي، للبحث عن برك تحوي أسماك الصحراء القوبيونية، وذلك من أجل أخذ بعض العينات من زعانفها وإجراء الاختبارات الجينية عليها.

ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “الجغرافيا الحيوية”.وتعقبت الدراسة العلامات الجينية، ووجدت أن هذه الأسماك تقطع مسافات شاسعة للوصول إلى شركاء زواج جدد، كما واستنتجت أن علاقاتها العائلية الوثيقة تمتد عبر مئات الكيلومترات من البلاد القاحلة إلى التجمعات المائية المعزولة على ما يبدو.

وتفصل إمكانية الاستفادة من السيول بالرغم من قدرات السباحة الرديئة، التي لاحظتها موسوب بأنها “متوسطة تقريباً”، أسماك الصحراء القوبيونية عن غيرها من أسماك الصحراء الاسترالية الأخرى التي عادة ما تظهر أنماط معيشة أكثر عزلة.وفي أوقات الجفاف، تتسكع هذه الأسماك –من طول 6 سنتيمترات وذات الألوان الصفراء والزرقاء- في حفر مائية لا تتعدى كونها برك صغيرة جداً وموحلة، والتي تزيد حرارتها مع ارتفاع حرارة الطقس إلى ما يتجاوز الـ40 درجة مئوية غالباً.

وهي أسماك قوية مثابرة تستطيع البقاء حية في مياه تتجاوز في ملوحتها ملوحة مياه البحر بثلاثة مرات، ومعتمدةً أيضاً على كميات أقل بكثير من الأكسجين.

وعلى هذا الصعيد، تقول موسوب: “تؤدي هذه الأسماك جيداً في القنوات المائية الضحلة للغاية، ويمكنها أن تقفز فوق المناطق الرطبة من الأرض لمسافات قصيرة، أي بما يكفي للوصول إلى البركة التالية وما بعدها”.وعلى الرغم من أهمية السيول بالنسبة لهذه الأسماك، إلا أنها تهدد حياتها في بعض الأحيان.

فعندما تتشكل السيول التي تساعد الأسماك الصحراوية القوبيونية على التنقل، تجلب أنظار واهتمام طيور المنطقة أيضاً، والتي تسعد لتحويلها هذه الأسماك المغامرة إلى وجبة دسمة بينما تحاول للقفز عابرة من بركة إلى أخرى فوق الرمال الرطبة. وتموت أعداد كبيرة من هذه الأسماك أيضاً في محاولة الوصول إلى البركة التالية.

“إنه لمشروع محفوف بالمخاطر، ولكن ستصل أعداد كافية من هذه الأسماك إلى بقع مياه جديدة، والأكثر أهمية، إلى شركاء محتملين جدد لتصبح قادرة على التزاوج والإنجاب”. “الغارديان”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً