الاقتصاد

وزير النفط: تقديرات صادرات موازنة 2016 معقولة وتُجنب الانهيار الاقتصادي

وزير النفط عادل عبد المهدي

عد وزير النفط عادل عبد المهدي، تقديرات بناء الموازنة المالية لعام 2016 بتصدير 3.6 مليون برميل يومياً من الخام بـ “المعقولة وتُجنب الانهيار الاقتصادي”.
وقال عبدالمهدي في بيان له أن “مجلس الوزراء أقر الاحد الماضي موازنة 2016، وهناك الكثير من الملاحظات وبعضها في غاية الاهمية كغياب الحسابات الختامية، وانها ما زالت موازنة تخصيصات وبنود تفتقد الاهداف التي يمكن عبر ادواتها المالية والنقدية والاقتصادية وان تحركها في القطاعين العام والخاص، وانها قد بنيت وستطبق وفق قوانين وتعليمات بالية اكل الدهر عليها وشرب في معظم تطبيقاتها ومبانيها واهدافها”.
وأضاف “رغم ذلك كله يجب تقديم الشكر والتهنئة لوزارة المالية ووزيرها على الجهد الاستثنائي الذي بُذل لتقديم الموازنة والنجاح في تمريرها، اولاً، في مراعاة التوقيت، والنجاح في اعداد موازنة في موعدها المقرر [تشرين الاول] في ظروف غاية في الصعوبة من حيث الشدة المالية وضغوطات الحرب واعبائها والوحدات المالية والمواطنين ومتطلباتهم”.
وتابع “ثانياً في الواقعية التي تمتعت بها، فمع بعض الاستثناءات فانها لم تغرق نفسها في ارقام خيالية وتقديرات مفرطة يفرح بها الجميع اليوم، ليُصدموا ويكتشفوا الوقائع الصعبة طوال العام، والاخر في التخفيضات التي اجرتها في العديد من الفقرات، مع الحفاظ على توازن عام مقبول، وغير ذلك”.
وأوضح عبد المهدي ان “التقديرات على صادرات نفطية بنيت معدلها اليومي 3.6 مليون برميل، بسعر معدله اليومي 45 دولاراً للبرميل، اي 69.773 تريليون دينار، وعلى موارد غير نفطية مقدارها 13.671 ترليون دينار، وبذلك ستكون مجمل الواردات المخططة 83.444 ترليون دينار”.
وأضاف “أما النفقات بكافة ابوابها فبلغت 106.172 ترليون دينار، اي بعجز يبلغ 22.727 ترليون دينار، وخُصص للموازنة التشغيلية 76.579 ترليون دينار وللموازنة الاستثمارية 29.593 ترليون دينار”.
وقال وزير النفط ان “مجلس الوزراء قد أجرى بعض التعديلات البسيطة التي لن تعدل كثيراً من الارقام اعلاه، ولاشك ان مجلس النواب سيجري بدوره تعديلات اخرى”.
ولفت “نعتقد ان تقديرات الموارد واقعية بل قد تكون متحفظة بعض الشيء، وهذا امر محمود، فالمعدل اليومي لسعر البرميل لعام 2015 حتى نهاية ايلول كان 48.157 دولاراً للبرميل، وتقديرات الغالبية الساحقة للمحللين تشير الى استقرار اسعار النفط او حتى زيادتها بعض الشيء في عام 2016 لاسباب عديدة اهمها الزيادة الطبيعية للاستهلاك، وانخفاض الانتاج العالمي في الولايات المتحدة وتوقع هبوطها اكثر، واحتمال زيادة سعر الفائدة الامريكي، وبعض التحسن الذي قد يظهر في الاقتصاديات الاوروبية والاسيوية”.
وتابع وزير النفط “أما تقدير الصادرات النفطية فهي واقعية ايضاً، فالمعدلات المطروحة هي المعدلات التي نحققها الان سواء من المنافذ الجنوبية او من جيهان، وسيسأل سائل ان صادرات الاقليم قد لا تصل الخزينة، وجوابه ان الدفع للاقليم –حسب قانون الموازنة- سيخفض بنفس النسبة، ولاشك ان عدم تسليم كامل الصادرات، وعدم دفع كامل المستحقات هي ممارسة ضارة ومحزنة تعبر عن خلل كبير في العلاقات الوطنية نتحمل جميعاً مسؤولياتها، اما الواردات غير النفطية فقد يكون فيها بعض التفاؤل خصوصاً في باب الجبايات”.
وقال “اذا كان كلامنا صحيحاً، فيمكننا القول ان الموارد شبه المؤكدة كافية لتغطية النفقات التشغيلية، ليزول بالتالي ذلك القلق، او تلك الاشاعات من انهيار اقتصادي مرتقب، او من ان الاوضاع المالية الصعبة ستمس الناس في مصادر رزقها وعيشها الاساسية، اما ما يتعلق بالموازنة الاستثمارية، التي تزيد ارقامها بعض الشيء عن ارقام العجز، والذي من المفترض ان يسدد عبر القروض، فهناك عدة ملاحظات”.
واوضح “الاولى، انه امر طبيعي ان تسدد الاستثمارات عبر الاقتراض، فالمشكلة ليست بالقروض بل في امكانية سدادها. وهذا يعتمد بدوره بمدى رشد وانتاجية المشاريع الاستثمارية ومدى صيانتها وادامتها، فالاستثمارات الحكومية خلال الاعوام، بل العقود الماضية، بقيت بنسب تنفيذ واطئة جداً، وكانت مصدر تساؤلات كثيرة عن هدرها وتوقيتاتها وكلفها ونوعيتها، سواء توفرت اموالها عن طريق الواردات الحكومية او عن طريق الاقتراض”.
وقال ان “الدولة عموماً رجل اعمال فاشل، لذلك كنا نتمنى ان تتضمن موازنة 2016 مبادىء ومواد تطلق الاستثمارات من خارج اطارات الدولة ومن داخلها، وهو ما لم تفعله، بل احياناً وقفت بوجهه بذريعة تحقيق موارد اضافية للموازنة، نفعها قليل وضررها كبير، ذلك ان تحققت اصلاً، وهذا يشكل ثغرة كبيرة، واصلاحه لا يتعلق بالموازنة فقط، بل يتعلق بقيام وزارة المالية والدولة بمجملها باصلاحات في فلسفتها الاقتصادية، وما يلازم ذلك من اصلاحات تشريعية واجرائية وفي التعليمات ومؤسسات الرقابة والمسائلة تسمح بانطلاق الاستثمارات سواء من القطاع العام او القطاع الخاص”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً