الرياضة

تغيير بلاتر قد يسرع في إدخال تكنولوجيا “الحكم الفيديو” لكرة القدم

استخدام-التكنولجيا-كرة-القدم

ما تزال المشاكل تتراكم في ملاعب كرة القدم، وما زالت الأخطاء تتسبب في تقديم هدايا غير شرعية لفرق أخطأت على حساب فرق أخرى التزمت بقانون اللعبة، وهو القانون الذي لا بد وأن يأتي عليه يوم ويتطور كما هو تطور البشرية السريع.

احتاج الاتحاد الدولي لأكثر من 10 سنوات، ليقتنع باستخدام تكنولوجيا خط المرمى لتحديد إن كانت الكرة قد دخلت المرمى من عدمها، خاصة بعد المشاكل الذي تسبب بها هدف لامبارد الملغى في المرمى الألماني في كأس العالم قبل الماضية، لكن المسألة لا تقف فقط على تحديد دخول الكرة للمرمى من عدمها، وإنما يجب أن نتعرف بشكل أكثر دقة على ما جرى قبل دخول هذه الكرة، فهناك العديد من الحالات التي تتنوع بين حالات التسلل المشكوك فيها، لمس الكرة باليد، ضرب الخصم بدون كرة وبعيدا عن أعين الحكام..والعديد العديد من الأخطاء التي لا بد من وجود عيون أخرى ترقب المباراة إضافة إلى عيون الحكام الأربعة أو الستة الذين بات نظرهم أكثر قصرا، مع الزيادة الكبيرة في سرعة اللعب، والتنوع الهائل في الخطط والتكتيكات التي تجعل هناك حالة من الفوضى على الأرض، قد تحتاج إلى 22 حكما يراقبون 22 لاعب على أرض الملعب إضافة للمدربين والإدارين واللاعبين الاحتياطيين خارج الملعب.

عارض رئيس الاتحاد الدولي المستقيل سيب بلاتر بشدة، مقترح إعادة اللقطات للحالات التي يكثر فيها الشك في مباريات كرة القدم، وقال إنه لا يريد أن يفسد متعة اللعبة، ولا يحولها إلى بلاي ستيشن من خلال إدخال الكثير من التكنولوجيا فيها، معتبرا أن الأخطاء البشرية هي إحدى عوامل الجمال في لعبة كرة القدم، والتي تزيد من إثارتها.

لكن الأمور وصلت إلى حد قد لا يحتمل، مع زيادة الأخطاء في الملاعب، ولننظر مثلا “وليس للحصر” إلى ما حدث مؤخرا في مباراة ريال مدريد وغرناطة والتي فاز بها ريال مدريد بهدف، وألغي لغرناطة هدف صحيح، وكما حدث في إنجلترا مع لاعب تشيلسي دييغو كوستا، واشتباكه مع لاعب ارسنال باوليستا، حيث تبين فيما بعد أن قرار طرد باولستا كان خاطئا وتم إلغاء البطاقة الحمراء عنه فيما تم إيقاف كوستا 3 مباريات، لكن بعد أن بقي في الملعب لحين استبداله في وقت متأخر من المباراة التي فاز فيها تشيلسي بهدفين.

رحيل بلاتر المنتظر عن سدة رئاسة الفيفا خلال الانتخابات التي ستقام خلال شهر شباط من العام القادم قد يساهم في تغيير فكر الفيفا بخصوص موقفه من إعادة بعض اللقطات التي يختلف عليها بواسطة جهاز فيديو خاص موجود عند الحكم الرابع، والذي يمكن من خلاله الحكم استدعاء الحكم الأول والمساعدين بحضور مراقب المباراة ومدربا الفريقين، لتحديد صحة قرار القرار من عدمه، وهو إجراء متبع في العديد من الألعاب الفردية مثل المصارعة، كذلك تم اعتماده للمرة الأولى في بطولة العالم للريجبي، حيث كان يتم إيقاف المباراة ومراجعة الفيديو للتأكد من صحة القرار في حال وجود اعتراضات عليه.

الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، يبدو أنه ضاق ذرعا بكثرة الأخطاء التي تحدث في الدوري، فقرر من جانب واحد اعتماد “الحكم الفيديو” اعتبارا من الموسم المقبل، حيث صرح رئيس الاتحاد البرازيلي باولو ديل نيرو بأن البرازيل ستتولى دور قيادي في عملية إدخال التكنولوجيا، ستكون بمثابة مرجع لبطولات الدوري الأخرى في جميع أنحاء العالم، ورغم أن ديل نيرو أشاد بتطور التحكيم في بلاده في الآونة الأخيرة، لكنه أقر بأن هناك أخطاء ما زالت ترتكب وخاصة بعض التصرفات السلبية التي تصدر عن اللاعبين والمدربين، الذين لا تتم معاقبتهم، وهو ما ولد مناخ من العداء داخل الملاعب، وبين أن “حكم الفيديو” سيساهم بالتأكيد في التخفيف من حدتها.

وحتى لا تتحول مباريات كرة القدم إلى ساحة للاعتراضات والمطالبة بمراجعة فيديو المباراة للتعرف على صحة قرارات الحكام، وإضاعة الكثير من الوقت في سبيل ذلك، فإن هناك حالات محددة سيكون بالامكان مراجعتها فقط وهي:

تحديد إذا ما عبرت الكرة خط المرمى.
تحديد ما إذا خرجت الكرة من حدود الملعب قبل تمريرها وتسجيل هدف أو احتساب ركلة جزاء.
تحديد ما إذا كانت هناك حالة تسلل قبل تسجيل الهدف.
تحديد ما إذا ما حدث خطأ داخل منطقة الجزاء يستوجب ركلة جزاء.
تحديد ما إذا اتخذ قرارا خاطئا وبشكل لا جدال فيه في احتساب هدف أو ركلة جزاء.
عندما لم يتخذ قرار بمعاقبة من قاموا بارتكاب سلوك عنيف من قبل الحكام داخل الملعب.

بلا شك أن الأمر قد يكون صعبا في بدايته، ولكن بوجود كاميرات إضافية تابعة للاتحاد المعني، وتزويد الملعب بأجهزة التسجيل والإعادة السريعة، ستمكن من اتخاذ القرار بأقل من دقيقة واحدة، وبالتالي سيكون على اللاعبين المشاغبين والممثيلين في الملعب، التفكير كثيرا قبل القيام بأي سلوك، قد ينعكس عليهم بطاقة حمراء، بدل احتفالهم بتسجيل أهداف غير شرعية أو تسببهم بطرد لاعبين بسبب حالات الاستفزاز غير المبرر لهم، وهو ما قد يقلل من الحالات التي تثير الكثير من الشك، باعتبار أن الجميع يعلم تماما أن هناك الكثير من العيون “الآلية” المتمثلة بالكاميرات، والقادرة على إرسال أي خطأ يرتكب إلى “حكم الفيدو” الذي لا ينظر قراره إلى العواطف، بل لما أرسلته له عدسات الكاميرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً