اراء و أفكـار

نتنياهو يكذب

الكذب والنفاق والغموض من أركان السياسة «الإسرائيلية»، بل هي القاعدة التي يقوم عليها الكيان الصهيوني منذ نشأته، وهي قاعدة تمثل العنصرية فيها العمود الفقري وتحتذي بالفاشية والنازية.. التي كان من أركانها بول جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية النازية وصاحب الباع الطويل في تحويل الكذب إلى مدرسة خاصة قوامها «اكذب..اكذب حتى يصدقك الناس»، إلى درجة أنه تحول إلى أسطورة في الحرب النفسية وأبرز من وظف الكذب الممنهج والمبرمج وسيلة لقلب الحقائق وكسب الرأي العام.
وكما كان غوبلز مؤسس فن الدعاية بلونها الرمادي العنصري فإن نتنياهو والزمرة الحاكمة في الكيان الآن ومن قبل، تفوقوا على معلمهم، بل حولوه في الممارسة العملية إلى تلميذ صغير في مدرستهم.
نتنياهو يكذب مجدداً.. ويبرر بناء جدار على طول الحدود مع الأردن من منطقة إيلات حتى هضبة الجولان المحتلة بالحؤول دون تدفق اللاجئين من سوريا والعراق إلى الكيان.
العالم يعرف أن ذلك نوع من التضليل المكشوف، لأن الهدف شيء آخر تماماً لا علاقة له باللاجئين، بل هو يستكمل وظيفة الجدار العنصري الذي أقيم بين الضفة الغربية وفلسطين ال48 ، الذي التهم أجزاء كبيرة من الضفة وضمها إلى سلطة الاحتلال، وبالتالي فإن نتنياهو يريد استكمال ضم أجزاء أخرى من الضفة إلى الكيان وتسويرها بجدار كي يبدد أي أمل لقيام «دولة فلسطينية».
تبرير إقامة الجدار الجديد باللاجئين يستدعي الضحك، إذ لم نسمع أن عراقياً واحداً أو سورياً واحداً أبدى رغبة في الهجرة إلى «إسرائيل»، بل إن العراقي أو السوري يفضل ركوب الأهوال والتعرض للموت براً أو بحراً على أن يقصد «إسرائيل» ويعتبرها ملاذاً آمناً له أو لعائلته. والسبب أن «إسرائيل» تبقى عدواً لا يمكن الوثوق به أو الاستجارة به مهما كانت الظروف.
أما ادعاء نتنياهو بأن «إسرائيل» ليست غير مبالية بالمأساة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون، وهو في هذا الخصوص يضرب مثلاً بتقديم عون طبي مخلص لحوالي ألف جريح سوري أصيبوا في المعارك الدائرة في سوريا، فإنه بذلك يكشف علاقة «إسرائيل» مع المجموعات الإرهابية، وتحديداً مع «جبهة النصرة» وأطراف مسلحة أخرى، ودور الكيان في استخدام هذه المجموعات في تحقيق أهدافها من خلال توفير مستلزماتها اللوجستية والطبية والتنسيق معها في تدمير سوريا والتسبب في موجة التهجير الحالية وإغراق العالم بها.
لم يسبق للكيان كما يذكر التاريخ أن قدم خدمة لوجه الله أو لأسباب إنسانية، بل كان ولا يزال يربط أي عمل بمدى ما يحقق من مكاسب سياسية أو عسكرية أو أمنية.
يستطيع نتنياهو أن يكذب ويخادع ويراوغ كما يشاء.. لكنه لن يستطيع أن يحجب ضوء الشمس بغرباله أو غربال غوبلز.
المصدر : صحيفة الخليج الاماراتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً