اراء و أفكـار

مشاركة الأعباء

الاتحاد الأوروبي أمام ضغوط هائلة في وجه أزمة هجرة غير مسبوقة إلى دوله، شمالاً عبر القطب الشمالي وجنوباً عبر المتوسط، تحاول أعداد متزايدة من المهاجرين الفقراء الوصول إلى أطرافه في رحلة مليئة بالأهوال لا يخوضها أحد ما لم يكن خائفاً على مصيره أو فاراً من واقع أشد مرارة، ومن يصل منهم تقف دون دخوله أسوار وأسلاك شائكة في رحلة مذلة ومميتة لا يخوضها إلا من تقطعت به السبل.

وعاملان رئيسان يدفعان بهؤلاء إلى المجازفة بأرواحهم وركوب عباب البحر في قوارب صيد لا تسعهم أو شاحنات مغلقة، هما النزاعات المسلحة وغياب سبل الحياة الكريمة في بلدانهم.

فهؤلاء هم فاقدو الأمل من وعود إحلال السلام والتنمية في العالم، وقد تكون مأساة اللاجئين السوريين هي الأشد وطأة، حيث يتوزعون على دول الجوار في ظروف أقل ما يقال عنها إنها بائسة، وعلى الرغم من كل الجلبة حول الهجرة، فإن أوروبا لا تستقبل إلا أعداداً محدودة منهم، ودولها على خلاف في كيفية معالجة المشكلة، فيما يتطلب هذا الوضع المأساوي نهجاً أقل أنانية يتجاوز المصالح القومية الضيقة، ويقدم مساهمة متواضعة من باب التعبير عن الاهتمام والتعاطف الإنساني.

وتقاسم الاعباء في هذه المأساة يعني التعويل على دول الاتحاد الاوروبي استقبال المزيد من هؤلاء اللاجئين بما يتناسب مع إمكانيات تلك الدول وقدراتها وثقلها الاقتصادي، وبما يتماشى مع حقوق الإنسان، لا سيما وان العلاقة التاريخية لأوروبا مع دول أفريقيا وحوض المتوسط كانت ثقيلة الوطأة على التنمية في تلك البلدان.
المصدر:صحيفة البيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً