اراء و أفكـار

على الطريق الصحيح

الإعلان عن موعد الانتخابات البرلمانية المصرية على مرحلتين بين 17 أكتوبر/تشرين الأول و2 ديسمبر/كانون الأول المقبلين، بعد تأخر لستة أشهر بسبب قرار المحكمة الدستورية عدم قانونية جزء من قانون الانتخابات، يؤكد أن «خريطة الطريق» التي توجت ثورة 30 يونيو/حزيران ، التي أطاحت بحكم الإخوان ووضعت حداً لنظام كاد يودي بمصر إلى التهلكة، ماضية في طريقها الصحيح، بل هي دخلت مراحلها النهائية في تثبيت النظام الديمقراطي الذي يكرّس سلطة الشعب المصري الذي فجَّر ثورتي يناير/كانون الثاني 2011 ويونيو/حزيران 2013.
إن الانتخابات النيابية يجب أن تشكل نقطة مفصلية في تاريخ مصر الجديد، لأن حسن اختيار الشعب المصري لممثليه يعكس درجة وعيه وقدرته على التمييز بين الخير والشر . بين من يستطيع أن يترجم طموحات وآمال ناخبيه في العدالة والمساواة والحرية والكرامة وتوفير متطلبات الحياة ومن يكون همه الوصول إلى مجلس الأمة لتحقيق أهدافه الخاصة ومصالح قوى شاركت في تعميم الفساد ونهب أموال الدولة والإثراء على حساب الغلابى والفقراء، أو القوى التي اعتادت العمل في الظلام وتدبير المكائد والدسائس والاحتماء بالشعارات الإسلامية لتنفيذ أجندات مشبوهة لا تؤدي إلا إلى التخريب ونشر الأفكار المضللة.
ومن الأهمية بمكان أن يدرك الشعب المصري الذي استرد حريته وكرامته أن قوى المال السياسي سوف تجد في الانتخابات فرصة للعودة واحتلال المسرح السياسي، معتمدة على إمكانات مادية غير متوفرة لغيرها ، مستغلة الأزمة الاقتصادية وحالة الفقر للتأثير في المواطن المصري لكسب صوته، حيث من المفترض أن يكون هذا المواطن على درجة من الوعي في رفض أي إغراءات مادية، لأن من يشتري صوته اليوم لا بد أن يبيعه غداً.
كذلك فإن هناك قوى سياسية بائدة لا تزال تحلم بالعودة، وكان لها دور أساسي في رهن دور مصر وقرارها إلى الخارج، وترى في الانتخابات فرصة للعودة واستكمال دورها الذي فشلت فيه.
إن مصر التي كتبت بثورتها تاريخاً جديداً، وخرجت إلى معارج الحرية تريد استرجاع دور افتقدته وموقع لا يليق إلا بها وقرار لا يشاركها به أحد. تمشي واثقة الخطى على هذا الطريق.. يد تبني ويد تحمل السلاح في مواجهة إرهاب يريد تدمير مصر وشعبها وتراثها وتاريخها.
على بعد خطوات من نهاية مسيرة «خريطة الطريق»، هناك مسؤولية وطنية على عاتق كل مواطن مصري في أن يحوِّل الانتخابات إلى عرس ديمقراطي حقيقي يؤكد فيه أنه وحده صاحب السلطة والقرار وأن الشعب الذي فجَّر أعظم ثورة في العصر الحديث قادر على المضي فيها حتى نهايتها، وأن ينتصر.
المصدر:صحيفة الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً