اراء و أفكـار

المعايير الأخلاقية للأمم المتحدة

أيمن الحـماد

هل من أحد قادر على إيقاف نظام بشار الأسد من ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري؟ في واقع الأمر لا أحد اليوم يريد أن يكون قادراً على فعل ذلك، بالرغم من توافر القدرة، إلا أن الكل يتخذ موقف المتفرج جراء هذه المأساة التي لن تندمل وتلتئم جراحها في نفوس السوريين، الذين شتتوا في العراء أو قضوا تحت أنقاض منازلهم أو غرقوا في مياه البحر المتوسط مهاجرين باحثين عن الحياة.

تكشف المجزرة الأخيرة التي نفذها بوحشية النظام السوري على سوق شعبي في دوما العجز الدولي في القيام بأي شيء تجاه هذه الممارسات، التي يتعامل معها العالم المتحضر ببيانات الشجب والاستنكار، حتى “دي مستورا” المبعوث الأممي للأزمة السورية، عندما ندد بمجزرة دوما تم توبيخه من قبل نظام الأسد ووصفه بالفاقد للحياد.

يتفنن النظام السوري في قتل شعبه فمرة يقصف السكان بالبراميل المتفجرة بعد أن فرغ عتاده من الصواريخ، ومرة بالكيماوي، ومرة بالغازات، ولا أعرف كيف تراهن روسيا على نظام ترك له في كل بيت سوري ثأر.

إن من المخزي أن يقف مجلس الأمن جراء عمليات الإجرام الحاصلة في سورية موقف الكيانات الضعيفة، لكن المجلس الذي تسيطر على قراراته خمس دول لا يرى في من سقط من السوريين سوى أرقام تستخدم في الضغط والابتزاز والمساومة، فالأزمة السورية أولويات وأجندات ومصالح لا يمكن أن يتم تسويتها بشكل عابر.

يطرح الصمت الدولي تجاه مجازر الأسد أسئلة مشروعة حول المعايير الأخلاقية لمنظمة الأمم المتحدة التي تفقد من رصيدها أمام الشعوب الدولية بوصفها منظمة عاجزة عن فعل شيء أو أنها تستغل لتمرير أعمال هي في واقع الأمر تدينها.

فمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لطالما أدان واستنكر الأفعال الإجرامية لكن لا شيء اليوم ملموس على أرض الواقع بل إن النظام السوري تزداد وحشيته مقابل أي خطوة تدين تصرفاته البربرية.

ومما يزيد من علامات الاستفهام الكبيرة، قيام أعضاء في مجلس الأمن بتمويل هذه المجازر بشكل غير مباشر من خلال مد النظام السوري بالأسلحة غير التقليدية، الأمر الذي لا ينم عن مسؤولية أو ثقة يمكن لشعوب العالم أن توليها لهذا المجلس أو لذات المنظمة.
المصدر: صحيفة الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً