اراء و أفكـار

المواجهة بين الإرادة والإرهاب العنصري

مرة أخرى تتجدد المواجهة بين الكيان الصهيوني والأسرى الفلسطينيين في معركة مفتوحة بين الإرادة الفلسطينية المصممة على انتزاع حقوقها وبطش الاحتلال وعنصريته.
هذه المرة أطلق إشارة المعركة الأسير ، محمد علان ، المعتقل إدارياً منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من دون تهمة ، بإعلانه الإضراب عن الطعام منذ نحو الشهرين، استمراراً لمعركة «الأمعاء الخاوية» التي خاضها من قبله بنجاح خضر عدنان الذي أمضى 56 يوماً من دون طعام، ورضخ الاحتلال وأطلق سراحه من دون شروط، وكذلك الأسير المُحرَّر سامر العيساوي الذي خاض عام 2013 أطول إضراب عن الطعام استمر 197 يوماً.
الأسير علان في إضرابه عن الطعام وإصراره على تحقيق مطالبه ومطالب بقية الأسرى، إنما يخوض معركة كرامة كل الشعب الفلسطيني ضد بطش الاحتلال وطغيانه وعنصريته، وهو بذلك يقدم نموذجاً على قدرة انتصار الحق على الباطل، والسجين على سجانه والعين على المخرز.
لقد أفشل الأسير علان محاولات سلطات الاحتلال تغذيته قسرياً، ورضخ أطباء معتقل «برزلاي» حيث يسجن لقراره ، بعدما كان الصليب الأحمر الدولي قد حذر من الموت الوشيك للأسير في حال استمراره في الإضراب.
يذكر أن سجون الاحتلال تضم زهاء 800 أسير فلسطيني من بينهم 240 طفلاً و73 امرأة وفتاة إضافة إلى 567 معتقلاً إدارياً.
وسجلت منظمات حقوق الإنسان استشهاد 103 أسرى من جراء التعذيب والإهمال الطبي، كما تحدثت عن استخدام أبشع وسائل التعذيب الجسدي والنفسي ضد الأسرى وبما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان.
هي معركة الأسرى الذين تضامنوا مع الأسير محمد علان ، تتكامل مع معركة كل الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والهمجية والعنصرية والاستيطان والتهويد، معركة تؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية وجود، بعدما أدرك الشعب الفلسطيني بالتجربة أن مسار المفاوضات الطويل هو مسار عبثي هدفه تصفية القضية وليس إيجاد حل لها، وأن كل ما تريده «إسرائيل» هو كسب الوقت للمضي في التهويد ، وبالتالي إلهاء الشعب الفلسطيني عن مواصلة النضال ضد الاحتلال.
الأسرى الفلسطينيون لجأوا إلى معركة «الأمعاء الخاوية» لمواجهة «الضمائر الخاوية» وما يتعرضون له من محاولة العدو كسر إرادتهم من خلال إجراءات قمعية ، تتمثل بمنع محاميهم وذويهم من زيارتهم ومنع التواصل معهم، وفرض العزل الإداري وممارسة التفتيش العاري عليهم.
إنه سلاح أثبت جدواه وانتصر في معارك سابقة ولا بد أن ينتصر في أي معركة مماثلة لاحقة. الأسرى الفلسطينيون هم عمالقة الصمود والصبر في مواجهة أعتى قوة عنصرية عرفها العالم، تحدّوها بأجسامهم النحيلة وأرواحهم الحرة وصمودهم الأسطوري في أروع تعبير عما يختزنه الشعب الفلسطيني من تضحية وفداء ، ولم يبخل في تقديم آلاف الشهداء خلال مسيرة نضاله الطويلة.
محمد علان ورفاقه نماذج للصمود وحتمية الانتصار على الإرهاب الصهيوني وعنصريته.

المصدر: صحيفة الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً