اراء و أفكـار

متوحشو عملاء إيران في العراق.. والتمثيل بالجثث

داود البصري
الفصول البشعة للحرب الأهلية الطائفية المشتعلة في العراق حفلت بصور بشعة لحالات متوحشة من التصفية الجسدية , ومن الإغراق في العنف إلى حد السادية والتوحش والتمثيل البشع بالجثث البشرية التي نهانا خلقنا وديننا الإسلامي الحنيف عنها كقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) “إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور! فكيف بإبن آدم الذي كرمه الله وأعزه.
لقد جاءت عملية خطف الميليشيات العراقية الطائفية الوقحة لجثة نائب رئيس الوزراء الأسبق طارق عزيز من صالة الشحن في مطار بغداد أخيراً لتعيد للأذهان حكايات التوحش والبشاعة والمثلة بالأجساد البشرية , وهي العملية التي لها في تاريخ العراق أوليات وسوابق مفزعة تؤشر على مدى تغلغل الحقد في نفوس بعض الموتورين وسفاكي الدماء والأوغاد هناك, فثقافة الكراهية والحقد هي من أبرز سمات المجتمعات البدائية المتخلفة, وتلكم العصابات الطائفية التي نشأت برعاية إيرانية وبتوجيه فكري معلوم من أطراف وتوجهات معروفة باتت تشكل في عراق اليوم التائه تحديا حقيقيا للقوى المتحضرة التي تراجعت, للأسف, في ظل سطوة الجماعات الطائفية المتوحشة التي أظهرت فصول الحرب الأهلية القائمة حاليا صولاتها المخجلة وتوحشها الفظ , وعدوانيتها الرهيبة , فمناظر الرؤوس البشرية المقطوعة , أوالتلذذ والإنتشاء بحرق الجثث عبر حفلات شواء بشرية في الهواء الطلق , إضافة إلى ممارسات متوحشة مثل تقطيع الأوصال ودق المسامير في العيون والرؤوس وغيرها من الفظائع والبشاعات جميعها أمور تحدث يوميا في الساحة العراقية الملتهبة, وبما يخالف مكارم الأخلاق وأساس ومنهج العقيدة الإسلامية والإنسانية عموما.
متوحشون أوغاد في زمن متوحش بات فيه الأوغاد والقتلة هم من يهيمن على الساحة وسط حالة الفراغ القيادي الرهيبة التي إنزلق إليها العراق وهو يجر أذيال خيبته وهزيمته الحضارية المفجعة , وما هو سائد حاليا من توحش فظ لم يأت من فراغ , بل كانت له جذوره الكامنة وأسسه المنهجية وصورته البشعة التي لن نتوغل بعيدا في التاريخ لسبر أغوارها ومكامنها , بل سنبدأ من العصر الحديث, ومن ستة عقود خلت من تاريخ العراق الدموي المتوحش ففي يوم الإثنين الرابع عشر من يوليو العام 1958 حدث إنقلاب عسكري غادر أطاح بالعائلة الهاشمية المالكة التي أبيدت بالكامل في مجزرة إعدام شاملة في قصر الرحاب الملكي صبيحة ذلك اليوم الأغبر الذي فتحت فيه وبعده بوابات جهنم العراقية بعد أن إنهارت الشرعية الدستورية على يد طغمة عسكرية خائنة نالت جزاءها لاحقا من رب العباد , بعد الإنقلاب الغادر خرجت جموع الأوغاد وهي منتشية بمناظر الدماء والأشلاء وحيث لم يتم الإكتفاء بإبادة العائلة الهاشمية المالكة في تكرار فظ لإبادة الإمام الحسين وأهل بيته في كربلاء قبل 1400 عام , بل برزت الوحشية والسادية بأبشع صورها حين تم إيقاف سيارة الإسعاف التي تنقل جثث ملك العراق فيصل الثاني وأهل بيته (رحمهم الله أجمعين) وألتقطوا جثة الوصي على العرش العراقي الشهيد عبد الآله بن الملك علي بن الحسين الهاشمي حيث ربطوها بالحبال وسحلوها في شوارع بغداد ثم علقوا أجزاء منها على إحدى بنايات العاصمة! وبوشر بتقطيع الأوصال! في مشاهد متوحشة لا نظير لها , وحدثت الفظائع نفسها مع جثث أخرى لمسؤولين آخرين أبرزهم رئيس الوزراء وباني الجيش العراقي الشهيد نوري باشا السعيد وكذلك إبنه صباح, وحيث قطعت جثثهم إربا, بل أن أصابع نوري السعيد قد بترت وأرسلت كهدية للرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي إستهجن هذا الفعل المتوحش الخارج عن السياق الإنساني.
لقد قام المصريون بإنقلابهم على حكم الأسرة العلوية المصرية وودع الجيش بكل إحترام وتقدير الملك الراحل فاروق الأول والأخير نحو منفاه الإيطالي من دون أن تسفك قطرة دم واحدة, أما في العراق فقد إستولى الأوغاد وأبناء الشوارع على الساحات العامة ومناحي الحياة وفرضوا هياجهم وشبقهم الدموي, وحيث تحولت حبال السحل منذ ذلك الحين لتكون القانون الذي يحكم العراق, ولتتعاقب أنظمة سياسية لا تعرف غير القمع الشامل وسيلة للحوار وفض الخلاف!
تاريخ قريب مجلل بالعار وموغل بالتوحش , وما يسود حاليا من سطوة للجماعات الطائفية والإرهابية ومن عصابات للقتل والخطف وتقطيع الأوصال هو نتيجة حتمية لإنهيار القيم ولثقافة العنف والوحشية المفرطة… العراق يسير اليوم بامتياز نحو الجحيم والتشظي للأسف… لقد حانت نهاية العراق مالم تحدث معجزة, وزمن المعجزات لم يعد له وجود.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً