اراء و أفكـار

يـوم الفـتـح الداعـشي

حسين عمران
كنتُ أتمنى في مثل هذا اليوم العاشر من حزيران أن نحتفل، نحن العراقيين، بتحرير الموصل لا أن يحتفل اليوم الدواعش بهذا اليوم وهم يزينون شوارع الموصل وحاراتها القديمة للاحتفال بالذكرى الأولى لـ(يوم الفتح).
نعم.. عام كامل مضى بكل أيامه وساعاته ولحظاته ونحن لم نزل لم نحدد بعد من الذي (باع) الموصل.. عام مضى ونحن لم نزل نسمع ونقرأ التصريحات لمسؤولين عسكريين ومدنيين وكل واحد منهم يلقي اللوم على الآخر في سقوط الموصل.. عام مضى وكل يوم يخرج علينا برلماني ليخبرنا بأن لجنة سقوط الموصل توصلت الى نتائج (حاسمة) ستعلن بعد أسبوع.. بعد شهر.. بعد ثلاثة أشهر، ليمضي عام كامل من دون إعلان النتائج.
عشرات الدواعش فقط، هم من بدأوا (الصولة) الأولى نحو الموصل، ليهرب آلاف مؤلفة من قواتنا الأمنية الذين كان يفترض بأنهم يحمون الموصل تاركين أسلحتهم ومعداتهم بل وحتى ملابسهم ولنسمع قبل أيام فقط أن خسارة الجيش العراقي في أحداث الموصل 2400 سيارة همر عسكرية!
ومرة أخرى نقول.. عام مضى واللجنة البرلمانية الخاصة بسقوط الموصل لم تزل تواصل اجتماعاتها من دون التوصل إلى حقيقة أسباب سقوط الموصل، لكن هناك من همس لنا بأن اللجنة (توصلت) إلى نتائج مهمة وهي تعلم جيداً من يقف وراء سقوط الموصل لكنها لا تعلن ذلك بوضوح (خوفاً أو قلقاً أو مجاملةً) ليكون أثيل النجيفي (كبش الفداء) حيث اعتبر أنه وراء سقوط الموصل برغم أنه صرح عشرات المرات بأن لا صلاحية لديه بـ(تحريك) جندي من هنا إلى هناك، وهذا طبعاً ليس دفاعاً عنه، إذ ربما تثبت نتائج التحقيقات (التي أشك كثيراً بإعلانها) أن للسيد أثيل (دوراً) في سقوط الموصل، لكن من له (أدوار) أخرى في سقوط الموصل؟ ولماذا لم تكشف أسماؤهم برغم مرور عام كامل على سقوط الموصل؟
نعم.. اليوم العاشر من حزيران يحتفل (الدواعش) بالذكرى الأولى ليوم الفتح، ونحن لم نزل نعقد الاجتماعات تلو الأخرى لنحدد مَن وراء سقوط الموصل، ومَن الذي أعطى أوامر الانسحاب للقطعات العسكرية التي (خلع) ضباطها حتى رتبهم رامين إياها في قرعات وطرقات الموصل مع ملابسهم العسكرية ليلوذوا بالفرار أمام (بضعة) أنفار من الدواعش!
لا نريد في مثل هذا اليوم فتح المزيد من جراحات العراقيين، ولا نريد زيادة معاناتهم وهم الذين يموتون كل يوم نتيجة الفقر والخوف والقلق من المجهول، لكننا فقط نقول لو تمت محاسبة المتسببين بسقوط الموصل، ولو نال المتخاذلون الذين باعوا الموصل، لما سقطت الرمادي (بتمثيلية) تشبه الى حد كبير (تمثيلية) سقوط الموصل.. والحليم يفهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً