اراء و أفكـار

أبومهدي المهندس يهدد بسحق الفلوجة!

داود البصري
خطوة غريبة, وتصريحات أغرب وأخطر تصدر من واحد من عتاة الإرهاب الدولي وهو الذي يقود اليوم صفحة سوداء من صفحات الحرب الطائفية الأهلية المستعرة في العراق, وأقصد تحديدا الإرهابي المخضرم جمال جعفر محمد الشهير بأبي مهدي المهندس المحكوم غيابيا بالإعدام في دولة الكويت لدوره الرئيسي في التخطيط والتنفيذ لسلسلة من الأعمال الإرهابية الإجرامية التي ضربت الكويت منذ أواخر عام 1983 وحتى ما قبيل الغزو العراقي عام 1990, بالتعاون والتخطيط مع جهاز مخابرات الحرس الثوري الإيراني, كما أنه مطلوب قضائيا أيضا للولايات المتحدة الأميركية لدوره الرئيسي في تفجير السفارة الأميركية في الكويت يوم 12/12/1983, أي أنه إرهابي قح ووقح ومع سبق الإصرار والترصد رغم أنه اليوم نائب القائد العام لما يسمى الحشد الطائفي العراقي الذي يقوده الإرهابي الآخر قائد عصابة »بدر« الإيرانية في العراق هادي العامري, وهم جميعا يوجهون من قيادة السردار »الحرسي قاسم سليماني قائد »فيلق القدس« الإيراني الإرهابي الشهير.
المهم ان أبومهدي توعد شرا مدينة الفلوجة واصفا إياها برأس الأفعى مهددا بتحويلها لركام!, وهو التهديد وبالصيغة نفسها التي أطلقها أحد قيادات عصابة »بدر« في البرلمان العراقي المدعو قاسم الأعرجي الذي دعا لإبادة الفلوجة ومسحها من خارطة العراق رغم كونها معروفة بكونها »مدينة المساجد« في العراق, ماذا تعني تلك التصريحات؟ وإلى ماذا تشير تلكم التصرفات الهوجاء والحمقاء والموغلة في الإرهاب ؟
تشير بصراحة الى حملات تدميرية قادمة وبما يؤكد النهج والممارسة التخريبية لعصابات الحشد الطائفي, ويكرس بشكل واقعي كل ملفات الاتهام المثارة ضدها بعمليات السرقة والانتهاك واللصوصية التي أضحت من أهم سمات عصابات الحشد التي أخذت تتبع تطبيق ستراتيجية تدميرية محورها الأساس ممارسة أسلوب الأرض المحروقة للمناطق التي تدخلها وتستبيحها, مع خطط وأجندات تغيير ديموغرافية تشمل فرض وقائع ومواقع طائفية جديدة عبر منع سكان المدن المدمرة من العودة إليها, وهو ماحصل في جرف الصخر قرب بابل وفي مدينة تكريت وفي مدن وقصبات وقرى عراقية أخرى, ولكن المثير أن الإرهابي أبومهدي المهندس وهو يهدد بتدمير وقطع »رأس الأفعى« ويقصد مدينة الفلوجة, بات يتصرف باستهتار تام وبشكل أقوى بكثير من وزير الدفاع العراقي الذي تضاءل وتصاغر أمامه حتى إختفى دوره تقريبا, أما رئيس أركان الجيش العراقي وهو بابكر الزيباري فقد دخل في الغيبوبة التامة وانقطعت أخباره وأنفاسه, وتلك حالة في منتهى الغرابة, والمثير للسخرية أن رئيس الحكومة حيدر العبادي وهو يتنقل بين باريس وبرلين ويطلب مساعدة دول العالم من أجل إنقاذ العراق فإنه ترك البلد وهو القائد العام للقوات المسلحة بين أيدي العصابات الإيرانية التي هي أقوى منه نفوذا وسطوة وتستطيع إزاحته من منصبه بضربة واحدة وصاعقة إن رغب بذلك ولي الأمر الإيراني, وهو احتمال قريب للتحقق فيما لو تطورت العمليات القتالية واستوجبت تدخلا إيرانيا واسعا ومباشرا وحيث ستحارب إيران ليس بقواتها فقط بشكل مباشر بل من خلال أدواتها ورجالها وعملائها في العراق وقد بلغوا قمة الهيمنة القيادية حاليا على الوضع العراقي؟
أحسب أن تهديدات أبومهدي المهندس ضد الفلوجة ستؤسس لحمام دم شامل وستعمق الشروخ والصدوع الطائفية, وستحفر أخاديد الدم والمأساة في عراق بلغت فيه المأساة قمتها, ومن المؤكد ان ماعجز عنه الجيش الأميركي بقوته وسلاحه في السيطرة على الفلوجة لن يتمكن أبومهدي المهندس وسادته في الحرس الثوري الإيراني من تحقيقه لكون المعركة ستكون معركة وطنية عابرة للطائفية تمس أساسا رفض الهيمنة الإيرانية.
أبومهدي وبقية العصابات الإيرانية في العراق يحفرون قبورهم بأيديهم, ونهايتهم الحتمية ستكون على تخوم الفلوجة التي يهددون بقطع رأسها فيما الرؤوس التي أينعت وحان قطافها معروفة وجاهزة للاستئصال.
لا ينبغي للدولة العراقية أن تختفي وتتلاشى أمام سطوة الميليشيات الإيرانية الطاغية, وهي سطوة موقتة بكل تأكيد, فانهيار المشروع الإمبراطوري الإيراني في الشرق سيكون النتيجة الختامية لحروب الشرق الحالية.
الإرهابيون والعملاء والقتلة لن يستطيعوا أبدا مخالفة منطق التاريخ المؤكد على إنقراضهم, وتهديدات الإرهابي المهندس سترتد وبالا عليه وعلى أسياده التاريخيين..! وهذا الميدان يا حميدان.
وليخسأ العملاء من قادة الإرهاب الدولي الأسود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً