اراء و أفكـار

ما الذي يحدث في العراق ؟

احمد الجنديل – المشرق
ما الذي يَحدث في العراق؟ سؤال يغزو رؤوس الكبار والصغار، ويبحث عن إجابة واضحة، ولا من مجيب، فلا الدولة قادرة على توضيح ما يجري، ولا الشعب الغارق في متاهات الخوف والضياع والتشرد يستطيع الوصول إلى قناعة بكل ما يحدث.
ما الذي يحدث في العراق؟ وكلما ادلهم الأفق بسُحُب الأزمات، خرج قادة المشهد السياسي على الشعب، ليمطروه بزخات من الخطب الرنانة، والوعود الكاذبة، وكل خطبة تتناقض مع سابقتها، والشعب المسكين يدرك جيدا، أنّ ما يحدث هو نوع من أنواع الجنون السياسي، الذي يستهدف رقاب الجميع من أجل أن تنتصر زمرة على أخرى، لنهب ثروات البلد، وإرضاء لأعداء الوطن والشعب.
ما الذي يحدث في العراق؟ ونحن نعيش اليوم في وطن يعاني من عجز في الاقتصاد، وفساد في السياسة، وجهل في الإدارة، وشعب مزقته المحن والويلات، وقصمت ظهره جحافل الأرامل والأيتام، وانتكس بفعل التهميش والتهجير والحرمان.
ما الذي يحدث في العراق؟ وفي كل صباح أزمة، وفي كل مساء فجيعة، وفي كل يوم كارثة، وأصحاب الرأي الذين لا رأي لهم لا يملكون سوى السعي لتدمير البلد، وتمزيق نسيجه، وسرقة خيراته على حساب العراق وأهل العراق.
ما الذي يحدث في العراق؟ بعدما بدأ الصراع يشمل أطراف المذهب الواحد، والحزب الواحد، وأصبحت البنادق تصوّب رصاصها نحو صدور الجميع، والجميع أداروا ظهورهم عن الله، وكتابه، ونبيه، ويمموا شطرهم نحو الشيطان، فاعتصموا بذيله، وحشدوا كل طاقاتهم من أجل أن يكون العراق ممزقا، ضعيفا، مهزوما.
السياسيون بكل ألوانهم ومسمياتهم، فقدوا الحياء بطريقة مخجلة، فعلى الرغم من هزائمهم المتكررة والمتلاحقة، فلا زالوا يوهمون أنفسهم والناس، بأنهم القادرون على دفع السفينة إلى بر الأمان من خلال رفع شعارات الدين الغائب عن حياتهم، وعندما يغيب الله عن المشهد، لم يبق في المشهد غير الكذب والدجل والنفاق والخيانة.
ما الذي يحدث في العراق؟ وفي حياة القوم لا يوجد انتماء للعراق، ولا حب لأهل العراق، وعندما يغيب العراق عن المنهج، ويهرب من الرؤوس، تتحول الحياة إلى هزيمة تجر وراءها هزيمة، وتنقلب اللعبة إلى مومياء متفسخة لا تجذب إليها سوى الأغبياء والصعاليك الذين يمارسون الانتحار السياسي، والجنون الفكري، والعبث بوحدة ومستقبل العراق، وهذا الذي يحدث اليوم في العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً