اراء و أفكـار

ضم «النخيب» لكربلاء والهدف الإيراني من ورائه !

رجا طلب

«النخيب» هي قرية عراقية بسيطة ومتواضعة تقع في محافظة الانبار وسط الصحراء العراقية الغربية المرتبطة إداريا بمدينة الرطبة التي تجاور الحدود السعودية والأردنية، هذه الناحية رغم بساطتها الظاهرية إلا أنها تملك قيمة استراتيجية كبرى في المعادلة الصراعية داخل العراق وبالوضع الإقليمي العام وتحديدا في المواجهة العربية للطموحات الإيرانية التوسعية.
قلة قليلة من العرب سمعوا باسمها ولربما هو الحال في العراق، ولكن تطورات الأحداث في العراق بعد «انفجار بركان داعش» في العام الماضي وسقوط الموصل وانهيار نظام نوري المالكي، وبدء عاصفة الحزم في اليمن لمواجهة النفوذ الإيراني اكتسبت هذه القرية التي لا يذكرها احد قيمة استراتيجية خاصة، والسؤال هنا ما قيمة «النخيب»؟ ومن أعطاها تلك القيمة وكيف ؟
يقول مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية والذي يُسجل له تسليطه المبكر على هذه القضية الخطيرة أن الهدف الإيراني من مشروع الضم الذي تنفذه مليشيات الحشد الشعبي التي يُشرف عليها عسكريا وامنيا قاسم سليماني وسياسيا نوري المالكي، يقول ما يلي بتصرف لغوي محدد من كاتب المقال:
• تحوي ناحية النخيvب والرطبة على مخزون نفطي هائل يفوق 200 مليار متر مكعب وكان النظام العراقي السابق قد وضع خططاً لحفر آبار نفط استكشافية فيها لكن غزو العراق سنة 2003 حال دون ذلك.
• للنخيب موقع استراتيجي لكونه يربط قوافل الحج البرية بين العراق وإيران، مما يضفي على المكان أهمية كبرى.
• من ابرز أهداف ضم النخيب لمحافظة كربلاء هو السعي لتقليل مساحة محافظة الأنبار، وهو هدف استراتيجي إيراني يراد له تحجيم الجغرافيا السنية في العراق.
• قطع الصلة بين الأنبار وعشائرها مع المملكة العربية السعودية والأردن، وفرض (طوق شيعي) حول السعودية من جهة العراق، بواسطة تبعية النخيب لمحافظة كربلاء، علما بان هناك تحضيرات جدية لحفر الآبار في الصحراء الغربية، والبدء ببناء وحدات سكنية لتهيئة مناطق سكنية في الصحراء وجلب سكان من المكون الشيعي لإسكانهم هناك، وهو مخطط له صلة بقيادات دينية من أصول إيرانية لتشييع الناحية وإضفاء صفة مذهبية مضادة لها علما أن السكان الأصليين هم من السنة من قبيلة عنزة.
• ضم ناحية النخيب إلى محافظة كربلاء يعني أن تصبح المحافظات العراقية ذات الأكثرية الشيعية على تماس مباشر بالحدود السعودية والأردنية، بحيث تملك إيران طريقاً آمناً عبر المحافظات الشيعية في جنوب العراق ووسطه للوصول هناك.
• من الناحية الأمنية تفيد المعلومات إن هادي العامري قائد قوات بدر الشيعية التابعة لطهران زار النخيب مؤخرا واشرف على وضع صواريخ إيرانية موجهة ضد السعودية، وسواء كانت المعلومة صحيحة أم لا، فان مخطط ضم النخيب لكربلاء يحمل في طياته كل المخاطر المشار اليها سابقا.
هناك مسالة خطرة أخرى لا ادري إلى أي مدى انتبه لها أو سينتبه المسؤولون العرب المعنيون بالشأن العراقي وهي ببساطة أن رئيس الحكومة حيدر العبادي مازال عاجزا عن الإمساك في زمام مفاصل «دولة إيران» السرية بالعراق والتي يرأسها إلى اللحظة نوري المالكي، ولهذا من الواجب عدم إغفال هذه النقطة وتبعاتها على المستوى الرسمي وتحديدا فيما يتعلق بالاتفاقيات ذات الطابع الاستراتيجي كالمياه والنفط ومحاربة الإرهاب وحتى التعاون الاقتصادي.
من يرى أن العراق دولة خارج الهلال الشيعي الذي اعترف به ما يسمى بقائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري في تصريحات له نهاية الأسبوع الماضي والتي نصها «تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسيع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة».
وأضاف في الشأن العراقي قائلا: «وحول التدخل الإيراني في العراق، تم تسليح 100 ألف من الشباب الثوري والمؤمن في قوات الحشد الشعبي، التي قاتلت وأوجدت رصيداً عظيماً للدفاع عن الإسلام والسيادة الإسلامية والثورة الإيرانية في المنطقة».
.. بس 100 ألف مقاتل.
في البعد الاستراتيجي علينا في الأردن أن نكون على حذر بالغ جدا، إيران تصر على أن تكون جارة لنا، والسؤال كيف نتعامل مع مخططها ومع جوارها إن تم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً