اراء و أفكـار

تخوين السياسيين ينتهي بتبويس اللحى

ماجد زيدان

تصاعدت حدة التوترات والاتهامات بين السياسيين في الاونة الاخيرة , احدهما يخون الاخر وينعته بالفساد ويزعم ان لديه ملفات عنه , ويرد المعني بالتحدي ان كان يظهر ورقة دليل على مايقول , وبين الاثنين يوضع المواطن في حيرة , لاسيما ان المتنابزين يتفوهون باسوأ الالقاب والمزاعم ،فكل منهم يلقي اللوم على الآخر .

والمشكلة ان بعضا من هؤلاء غير بندقيته من كتف الى كتف حسب المصلحة وميل الميزان في السلطة او تمنى عودة زمن ولى ولم يعد بالامكان اعادة عقارب الساعة الى الوراء .

كثير من الساسة الذين يتصارعون فقدوا مصداقيتهم لان ايا منهم لم يتوجه الى القضاء بما يملك من ادلة وبر اهين على فساد الآخر , ويستغل الحصانة التي يتمتع بها او الجهة المتمرس خلفها وتحميه بكيل الاتهامات الكثيرة من دون ان يحسب حساب حتى تصديق نفته منها … فقسم من هؤلاء يجتزء من الحقيقة ويشوه المعطيات التي سرعان مايتبين زيف مايدعي ، انهم يراهنون على ضجر الناس ومللهم من النخب السياسية وسلبيتهم ومعاناتهم من قلة انجازهم ,فيشعرون بالارتياح عندما يسيء بعضهم لبعض , بل ويشجعونهم على ذلك ويرجحون اقاويلهم واشاعاتهم كي يسقطوهم .

للاسف بعض الكتل والجهات السياسية تسمح لعناصر منتمية لها بان تمارس التسقيط السياسي والتشنيع على المنافسين والخصوم , ومن يتمعن بالسيرة التاريخية ومواقع الممارسين يلاحظ ان اغلبهم دون تأريخ سياسي مع هذه الكتل ولا يتمتعون بثقل ووزن فيها , وانما مجرد اكمال عدد وكما يقال كماشة نار واداة لتلويث سمعة الاخرين وبعد انتهاء مهمتهم يرمونهم مثلما يرمون عقب السيكارة .

اليوم اكثر المواد المقروءة هي التصريحات ونشر الغسيل القذر ، واكثر البرامج متابعة هي البرامج الفضائحية التي فيها صراع ديكة , الناس تسمع وتتسلى بخيبة النخب السياسية للتنفيس عن الغضب الذي يمور في النفوس والعجز عن التغيير , او ايمانا بان تفشي الرذيلة والفساد بانواعه واشكاله يحفز على التغيير او يدفع نحو مغامرة لعلها تعيد الامور الى نصابها .

للأسف بعض النخب السياسية لاتتيح الفرصة للعمل وتنفيذ البرامج لان هناك وسطا يرى ان هذه البيئة هي المناسبة لكي يقضم حصته من الكعكة ويستحوذ على جزء من السلطة والنفوذ الذي لايمكن ان يحصل عليه في الظروف الطبيعية .

هذه المهاترات لاطائل منها والمتابع لها يلاحظ انها لم تقدم احدا الى القضاء لينال جزاءه العادل , وانما دائما هذه المعارك تنتهي بتبويس اللحى والخاسر الوحيد هو البلد وتعطل اعماله ونفاد المفسدين بالجمل بما حمل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً