اراء و أفكـار

النازحون الانباريون متهمون بالارهاب : ماجد زيدان

ماجد زيدان

كنا نتوقع ان يُستقبل النازحون الانباريون بالاحضان للتخفيف من معاناتهم ومن تدعيات ساحات المعارك والامها ومهالكها ، ولكن هؤلاء الانباريين الذين عبروا بعد جهد جهيد جسر “بزيبز” كانوا متهمين جميعهم بالارهاب دون تمييز وتفريق، وكأنهم غرباء في وطنهم الذي كفل دستوره حرية الحركة والسكن في اية بقعة منه اضافة الى حقوق الانسان التي نصت عليها المواثيق العراقية والدولية ..

للأسف بدعة الموافقات والكفلاء جاءت من اماكن اخرى وعلى الرغم من انها اجراءات منتقدة واثارت الاستياء لدى السياسيين والمواطنين على حد سواء واعتبرت من مظاهر التمهيد للانفصال في الاقليم الا ان القوات العسكرية اليوم بررتها بذات الذريعة وهي الخشية من الاختراق الامني .

حسناً فعل مجلس النواب في جلسته يوم السبت حين الغى هذا الشرط لدخول الانباريين الى عاصمتهم بغداد والذي ينتظر التطبيق باسرع وقت. كان على القوات الامنية وهي المطلعة والتي تمتلك المعلومات والوقائع ان تستعد لمثل هذه الظروف المتوقعة وتتخذ كل ما من شأنه التخفيف من اوجاع الناس وازاحة الحزن الذي يلفها جراء ماتعرضت له على ايدي ارهابيي داعش لا ان تزيد الطين بلة بتطبيق اجراءات غير منطقية ولا معقولة ولا دستورية .

تصوروا الاقليم يستعد لاستقبال الانباريين الهاربين من جحيم المعارك وهو يبعد مئات الكيلو مترات عن اقرب مدنها اليه فيما بغداد التي تحاذي الانبار ومتداخلة معه وذات الامكانات الاكبر لا تشاطر المضامين احزانهم والامهم .

الحرب ستضع اوزارها وتنتصر فيها قوى الخير على داعش وتطرد عناصرها خارج البلاد ،فلا يجوز ان نعامل اصحاب الحاجة الآن بما نعاملهم به او بأقل مما نستطيع ان نقدمه لهم، والبلاد كلها ترخص دماء ابنائها لتحرير الارض والبشر.. التاريخ بعد حين سيذكر المواقف برجالها ومؤسساتها ويحفظ لها مواقفها مثلما هو اليوم يذكر للانباريين كيف استقبلوا اخوانهم في ظروف حروب المقبور صدام.

على اية حال، الذرائع غير مقبولة ولا يمكن اخذ الناس بجريرتها ، فكيف لنا نحاسب محافظة يزيد تعدادها على المليون ونصف المليون انسان جراء ارتهانهم الى بضعة الاف واكثر المبالغات في التقديرات تقول بان عددهم لا يتجاوز العشرين الف عنصر، ومن الطبيعي ان يتسلل مع هؤلاء بعض النفر الضال ويحاول اثارة القلاقل وتعكير الاجواء الامنية وهنا مسؤولية القوات الامنية في ملاحقة هؤلاء وفرزهم عن الكثرة الكاثرة وعدم معاقبة عموم الناس عقاباً جماعياً بهم .

ومع ذلك نقول اذا اراد هؤلاء المجرمون التسلسل الى العاصمة فهناك الكثير من الطرق التي تفوّت قوافل ، وليس افرادا يستطعون الوصول الى مبتغاهم وقت مايشاؤون .

الانباريون جزء منا وفينا ومايصيبهم يصيبنا ، والمدد الذي بادرت الحكومة لارساله اليهم وتأكيدها على انها لن تتركهم سيمكنهم من تخطي ماهم فيه ويعودون الى ديارهم وبقدر مانقدم لهم من عون سيذكرونه وسيُمتن الروابط المجتمعية بين العراقيين ويقوي وحدة صفهم ، ويلفظون الذين زرِعوا في صفوفهم ورميهم خارج الحدود .

التضامن مع الانباريين ، ليس بالنظر اليهم بعين الاتهام ، من قبل البعض هو واجب وطني وشعور عال بالمسؤولية وحماية للوحدة الوطنية بل والاسراع في توحيد الجهود لقتال داعش والتوجه الى ساحات المعارك في المدن الانبارية شرف كبير لمن يقدم على ذلك ويشكل علامة مضيئة في مسيرته الوطنية .

نعم هناك حاجة حقيقية للجمع بين تيسير وتسريع دخول النازحين الى بغداد وغيرها من المدن والتدقيق واتخاذ الاجراءات الامنية التي تمنع من استغلال الظاهرة من قبل الارهابيين والمتطرفين لاختراق الامن واقلاق المواطنين وايقاع الاذى بهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً